نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 275
أنه ما ذهب أحد إلى وجوب الاستغفار والذكر بمنى ، فيحمل على الاستحباب أو على الدعاء والذكر الواجب المفهوم من قوله " واذكروا الله عند المشعر الحرام " أو على وجوب التوبة مطلقا كما أشرنا إليه من قبل ، ويفهم وجوب قبولها على الله . الخامسة : فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق [1] . وآية أخرى : ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار [2] . وأخرى : أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب [3] . أي إذا فرغتم من عباداتكم الحجية ، ويحتمل الأعم ، والمناسك جمع منسك وهو يطلق على العبادة إطلاق المصدر على المفعول أو يكون بمعناه المصدري أي إذا فعلتم أفعالكم التي كانت عبادة ، أو يكون اسم مكان أطلق عليها ، أو يكون المضاف محذوفا أي عبادات مناسككم " فاذكروا الله كذكركم آباءكم " أي ذكرا مثل ذكركم آباءكم ، فذكركم في محل النصب صفة لمفعول مطلق محذوف سواء كانت الكاف بمعنى مثل اسما مضافا أو حرفا متعلقا بمقدر ، وآباءكم مفعول الذكر وأشد منصوب عطف على " كذكركم " أي يكون ذكركم الله إما مساويا لذكر آبائكم أو أشد وأكثر وأعلى ذكرا من ذكر الآباء ، فذكرا تميز أي أشديته يكون من حيث كونه ذكرا لا من جهة أخرى ، فهو لرفع التوهم والاحتمال ، وإن كان بعيدا كما في قولهم طاب زيد نفسا فافهم ، ويحتمل جعل الذكر بمعنى الذاكر حينئذ كما سيأتي . فكونه مجرورا معطوفا على الذكر على تقدير جعل الذكر بمعنى الذاكر مجازا للمبالغة أو على ما أضيف إليه بمعنى أو كذكر قوم أشد منكم ذكرا ، أو