نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول ) جلد : 1 صفحه : 19
< فهرس الموضوعات > في بيان وجه عدول المتأخرين عن اصطلاح القدماء ووضع الاصطلاح الجديد < / فهرس الموضوعات > متعارف المتقدمين من إطلاق الصحيح على ما يركن إليه ويعتمد عليه ، فحكم بصحة جميع ما أورده من الأحاديث في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وذكر أنه استخرجها من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع ، وكثير من تلك الأحاديث بمعزل عن الاندراج في الصحيح على مصطلح المتأخرين ، ومن خرط في الحسان والموثقات بل الضعاف ، وقد سلك على ذلك المنوال ، جماعة من أعلام علماء الرجال ، فحكموا بصحة حديث بعض الرواة الغير الإمامية . كعلي بن محمد بن رباح وغيره ، لما لاح لهم من القرائن المقتضية للوثوق بهم والاعتماد عليهم وإن لم يكونوا في عداد الجماعة الذين انعقد الإجماع على تصحيح ما يصح عنهم . والذين بعث المتأخرين ( نور الله مرقدهم ) على العدول عن متعارف القدماء ووضع ذلك الاصطلاح الجديد هو أنه ( لما ) طالت الأزمنة بينهم وبين الصدر السالف وآل الحال إلى اندراس بعض كتب الأصول المعتمدة لتسلط حكام الجور والضلال والخوف من إظهارها وانتساخها وانضم إلى ذلك اجتماع ما وصل إليهم من كتب الأصول في الأصول المشهورة في هذا الزمان والتبست الأحاديث المأخوذة من الأصول المعتمدة بالمأخوذة من غير المعتمدة واشتبهت المتكررة في كتب الأصول بغير المتكررة ، وخفي عنهم قدس الله أرواحهم كثير من تلك الأمور التي كانت سبب وثوق القدماء بكثير من الأحاديث ، ولم يمكنهم الجري على أثرهم في تمييز ما يعتمد عليه مما لا يركن إليه ، فاحتاجوا إلى قانون يتميز به الأحاديث المعتبرة من غيرها والموثوق بها عما سواها ، فقرروا لنا ( شكر الله سعيهم ) ذلك الاصطلاح الجديد . وقربوا لنا البعيد ووصفوا الأحاديث المنقولة في كتبهم الاستدلالية بما اقتضاه ذلك الاصطلاح من الحسن والصحة والتوثيق . وأول من سلك هذا الطريق من علمائنا المتأخرين شيخنا العلامة جمال الحق والدين حسن بن مطهر الحلي ( قدس الله روحه ) ثمَّ إنهم ( أعلى الله مقامهم ) ربما يسلكون طريقة القدماء في بعض الأحيان فيصفون مراسيل بعض المشاهير ، كابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، بالصحة . لما شاع من أنهم لا يرسلون إلا عن عدل يثقون بصدقه بل يصفون بعض الأحاديث التي في سندها فطحي أو ناووسي بالصحة نظرا إلى اندراجهم فيمن أجمعوا
19
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول ) جلد : 1 صفحه : 19