responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول )    جلد : 1  صفحه : 348


النوم أن الأخلاق الحسنة يتصور بصور حسنة مليحة ، وخلافها بصور قبيحة ، وكل خلق كان للنفس أكمل وأتم فالغالب أنه يرى صورة تناسبه ، مثلا إذا كان خلق السباع لها أتم فكلما ينام يرى السباع ، وإذا كان الغالب عليها الحرص فيرى الفأرة والنملة إلى غير ذلك ، وإذا رسخ فيها الكمالات ففي النوم يرى المياه والعيون والأشجار النورانية والثمرات الروحانية .
وكذا لكل عمل مثال كما أن لكل خلق مثالا ، ولهذا قال سيد العارفين وإمام الواصلين صلى الله عليه وآله وسلم ( النوم أخ الموت ) ، بل بالنسبة إلى أكثرهم يظهر أحوالهم في كل ليلة ، ولكن لا يعقلون ، فإذا مات وانقطع التعلق بالكلية يظهر أخلاقه الطيبة وملكاته السيئة في الصور المناسبة لها ، فإن كان مؤمنا عارفا وعالما محبا لله وعاملا لله فيرى نفسه نورانيا ، بل نورا محضا وأخلاقه أنوارا وأعماله أنوارا كما سيجيء في دعاء عرفة وغيره من الأدعية ، وفي عالم البرزخ هو داخل في الجنة التي وعدها الله لعباده الصالحين وله من النعم ، لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وكان له ما قال الله تعالى : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » [1] بل في هذه الدنيا كما قال تعالى : « أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » [2] والآيات والأخبار غير مختصين بالنشأة الآخرة وإن كان في تلك النشأة أتم وأكمل وبالنسبة إلى أكثر العالمين يزيد عقباتهم على ألف ألف عقبة كما يظهر من الأخبار أن لكل حسنة عقبة ولكل سيئة عقبة ، فإذا قصر في الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والخمس والحج ، وغيرها ، ولم يحصل للنفس الكمالات الممكنة من أفعالها يحصل لها غم عظيم وألم جسيم يفوق على كل الآلام الجسمانية ، ويحصل لها بسبب الملكات الرديئة



[1] آل عمران - 170 .
[2] يونس - 62 .

348

نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول )    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست