نام کتاب : رسائل فقهية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 29
اختبار . نقد كلام السيد الصدر ( ره ) وأما ما ذكره السيد الصدر [1] : - من كون الملكة عبارة عن تعديل القوى الثلاث : قوة الادراك ، وقوة الغضب ، وقوة الشهوة ، وأن العدالة تتوقف على الحكمة والعفة والشجاعة - فلا أظن أن الفقهاء يلتزمون ذلك في العدالة ، كيف ! وظاهر تعريفهم لها بالحالة النفسانية ينطبق على الحالة التي ذكرناها وهي الموجودة في كثير من الناس . ودعوى : أن إدخالهم المروة في مدخول [2] الملكة وجعلهم العدالة هي الملكة الجامعة بين البعث على التقوى والبعث على المروة ظاهر في اعتبار أزيد من الحالة النفسانية المذكورة التي ذكرنا أنها تنشأ من خشية الله تعالى ، فإن هذه الحالة لا تبعث إلا على مجانبة الكبائر والاصرار على الصغائر ، ولا تبعث على مراعاة المروة مدفوعة : أولا : بما عرفت [3] من أن الأقوى خروج المروة عن مفهوم العدالة . وثانيا : أن اعتبار الملكة الجامعة بين البعث على التقوى والمروة غير ما ذكره السيد أيضا ، لأن المراد منها : الاستحياء والتعفف فيما بينه وبين الله وبين الناس ، وهذا أيضا كثير الوجود في الناس ، بل الاستحياء عن الخلق موجود في أكثر الخلق ، فكما أن علماء الأخلاق عبروا عن تعديل القوى الثلاث بالعدالة فكذلك الفقهاء عبروا عن الاستحياء عن الخالق والمخلوق بالعدالة ، لأنها استقامة على جادتي الشرع والعرف ، وخلافه خروج عن إحدى الجادتين .