نام کتاب : رسائل الكركي نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 279
على أنه لو كان فيهم مخالف مع وجود فتوى كبراء المتقدمين والمتأخرين واستفاضة الأخبار عن أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، وصحة طرق كثير منها واشتهار مضمونها ، لم يكن خلافه قادحا ، فكيف والحال كما قد علمت . فها نحن قد قررنا لك في هذه المسألة وأوضحنا لك من مشكلها ما يجلي صدى القلوب ، ويزيل أذى الصدور ، ويرغم أنوف ذوي الجهل ، ويشوه وجوه أولي الحسد ، الذين يعضون الأنامل غيظا وحنقا ، ويلتجئون في تنفيس كربتهم إلى التفكر في الاعتراض والتنبيه على ما يعدونهم بزعمهم من العورات ، ويطعنون بما لا يعد طعنا في الدين ، يمهدون بذلك في أنفسهم في قلوب وهماء العامة وضعفاء العقول وسفهاء الأحلام محلا ، ولا يعلمون أنهم قد هدموا من دينهم ، وأسخطوا الله مولاهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . فإن ما أوردناه من الأخبار عن الأئمة الأطهار ، وحكيناه عن فقهاء العترة النبوية المبرئين من الزيغ والزلل إن كان حقا يجب اتباعه والانقياد إليه فناهيك وكانوا أحق بها وأهلها ، وأي ملامة على من اتبع الهدى والحق وتمسك بهدى قادة الخلق لولا العمة عن صوب الصواب ، والغشاء عن نور اليقين . وإن كان باطلا مع ما أثبتناه من الأخبار الكثيرة والأقوال الشهيرة ، فلا سبيل لنا إلى مخالفتهم وسلوك غير جادتهم ، والحال أنهم قدوتنا في أصول ديننا وعمدتنا في أركان مذهبنا ، وكيف نتبعهم حينا ونفارقهم حينا " يحلونه عاما ويحرمونه عاما " [1] . وما أنا من غزيت إن غوت * غويت وإن ترشد غزية أرشد على أن الحاسد لا يرضى وإن قرعت سمعه الآيات ، والمغمض لا يقصر وإن أتي بالحجج البينات . ولو راجع عقله وتفكر لم يجد فرقا بين حل الغنائم وحل ما نحن فيه ، بل هذا إنما هو شعبة من ذلك ، فإنه إذا كان المبيح له والإذن في تناوله