نام کتاب : رسائل الكركي نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 23
ضب يبرد كل غليل . وقال الشيخ إبراهيم القطيفي في مقدمة رسالته : وأن بعض إخواننا في الدين قد ألف رسالة في حل الخراج وسماها قاطعة اللجاج ، وأولى باسمها أن يقال : مثيرة العجاج كثيرة الاعوجاج . ولم أكن ظفرت بها منذ ألفها إلا مرة واحدة في بلد سمنان ، وما تأملتها إلا كجلسة ، العجلان ، فأشار إلى من تجب طاعته بنقضها ، ليتخلق من رآها من الناس برفضها ، فاعتذرت ، وما بلغت منها حقيقة تعريضه بل تصريحه بأنواع الشنع . فلما تأملته الآن مع علمي بأن ما فيها أو هي من نسج العناكب ، فدمع الشريعة على ما فيها من مضادها ساكب ، وهو مع ذلك لا يألو جهدا بأنواع التعريض بل التصريح ، لكن المرء المؤمن يسلي نفسه بالخبر المنقول عنهم عليهم السلام : " لا يخلو المرء المؤمن من خمس - إلى أن قال - : ومؤمن يؤذيه " ، فقيل : مؤمن يؤذيه ؟ ! قال : " نعم ، وهو شرهم عليه ، لأنه يقول فيه فيصدق " ، وفي قوله تعالى : " وإن تتقوا وتصبروا فإن ذلك من عزم الأمور " ، وقوله : " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما تعملون محيط " أتم دلالة ، وقد حسن بي أن أتمثل بقول الشاعر عنترة العبسي : ولقد خشيت بأن أموت ولم تكن * للحرب دائرة على ابني ضمضم الشاتمي عرضي ولم اشتمهما * والناذرين إذا لم ألقهما دمي فاستخرت الله على نقضها ، وإبانة ما فيها من الخلل والزلل ليعرف أرباب النظر الحق فيتبعوه والباطل فيجتنبوه ، فخرج الأمر بذلك ، فامتثلت قائلا من قريحتي الفاترة على البديهة الحاضرة ثلاثة أبيات : فشمرت عن ساق الحمية معربا * لتمزيقها تمزيق أيدي بني سبا وتفريقها تفريق غيم تقيضت * له ريح خسفت صيرت جمعه هبا
23
نام کتاب : رسائل الكركي نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 23