نام کتاب : رسائل الكركي نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 148
عليهم السلام إلى عصرنا هذا على انتفاء الوجوب العيني عن الجمعة حال غيبة الإمام عليه السلام وعدم تصرفه ونفوذ أحكامه ، ولعل السر فيه أن اجتماع الناس كافة في مكان واحد لفعل الجمعة - كما هو الواجب في كل بلد - مناط التنازع والتجاذب ، فمع عدم ظهور الإمام ونفوذ أحكامه ربما كان مثار الشر والفساد فلم يحسن الأمر به مطلقا . ويومئ إلى ذلك ما رواه طلحة بن زيد ، عن أبيه ، عن علي عليه السلام قال : " لا جمعة إلا في مصر تقام فيه الحدود " [1] وإن كان في الحديث ضعف ، وحيث كان كذلك لم يكن عموم الآية بالوجوب الحتمي في الأزمان الشامل لزمان الغيبة المستفاد من التكرار ، الذي دل الاجماع على كونه مرادا بالأمر ثابتا ، بل الثابت عمومها مطلق الوجوب الصادق بالوجوب الحتمي حالتئذ وهو المدعى . واعترض شيخنا في شرح الارشاد على الاحتجاج بالآية على جواز الجمعة حال الغيبة أو استحبابها : بأنه يحتمل أن يرد ب " نودي " : نداء خاص ، وقرينته الأمر بالسعي [2] . يعني : يحتمل إرادة النداء حال وجود الإمام عليه السلام بقرينة الأمر بالسعي الدال على الوجوب في زمان الغيبة . وجوابه : إن الوجوب ثابت في زمان الغيبة وغيره كما قررناه ، لأن الوجوب التخييري وجوب فلا إشكال . الثاني : الأخبار : فمنها صحيحة زرارة ، قال : حدثنا أبو عبد الله عليه السلام على صلاة الجمعة حتى ظننت أنه يريد أن نأتيه ، فقلت : نغدوا عليك ، فقال : " لا ، إنما عنيت عندكم " [3] .
[1] التهذيب 3 : 239 حديث 639 ، الاستبصار 1 : 420 حديث 1617 . [2] غاية المراد : 26 . [3] التهذيب 3 : 239 حديث 635 ، الاستبصار 1 : 420 حديث 1614 .
148
نام کتاب : رسائل الكركي نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 148