responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 402


ولم يَعْرِضْ له ، فَليَعْلَمْ أنّ هذا الخاطرَ مِن الشيطانِ ، وهو الذي ألْقاه على قلبه لِيُخَيّلَ إليه أنّه لا فائدةَ في الرمي ، وأنّه يُشْبِهُ اللَّعْبَ ، فَلْيَطْرُدْه عن نفسه بالجِدّ والتشمير [1] في الرمي فيه برَغْم أنْفِ الشيطان فإنّه وإن كان رَمْياً للجَمْرة بالحَصى فهو في الحقيقة رَمْي لوجهِ إبليسَ وقَصْم لظهره إذ لا يَحْصُلُ إرغام أنفه إلا بامتثال أمر الله تعالى تعظيماً لمجرّد الأمر .
وأمّا ذَبْحُ الهَدْي فَلْيَعْلَمْ أنّه تَقَرّب إلى الله تعالى بحكم الامتثال فَلْيُكْمِلِ الهَدْيَ وأجزاءه . وهو يُشْبِهُ القربَ إلى المَلِك بالذبْحِ له وإتمامِ الضيافة والقِرى ، والغايةُ منه تذكَّر المعبود الأوّل سبحانَه عندَ النيّة في الذَّبْح واعتقادُ أنّه مُتَقَرّب به إلى الله تعالى [2] .
فهذه هي الإشارةُ إلى أسْرار الحَجّ الباطنةِ ، فراعِها بفكرٍ صحيحٍ تُطْلِعْكَ على ما فوقَها مِن المَدارِج ، وتَعْرُج بك على أشرفِ المَعارج . وفّقَنا اللهُ وإيّاكَ لِتلقّي الأسرار ، وجَعَلَنا مِن المخْلَصينَ الأبرار إنّه جواد كريم .
تتميم : يُسْتَحَبّ لِقاءُ الحاجّ ومصافَحَتُه وتقبيلُه والْتِماسُ بَرَكته وما عَلِقَ [3] به مِنْ آثار رحمة الله تعالى . قال الصادق عليه السلام :
كان عليّ بنُ الحسينِ عليهما السلام يقول : « يا مَعْشَرَ مَنْ لم يَحُجّ ، اسْتَبْشِروا



[1] « التشمير في الأمر : السرعَةُ فيه ومنه قيل : شَمّر في العبادة إذا اجْتَهَدَ وبالغ » ( « المصباح المنير » ص 322 ، « التشمير » ) .
[2] « إحياء علوم الدين » ج 1 ، ص 314 - 319 . اعلم أنّ الشهيد رحمه الله نَقَلَ بعض العبارات بالمعنى ، ولا يوجد بعض الجمل والتعبيرات في المطبوع من إحياء علوم الدين ، ويحتمل أنّها كانت موجودةً في نسخة الشهيد ، أو في كتابٍ نَقَلَها مؤلَّفه عن الغزّالي ونَقَلَ الشهيدُ عن ذلك الكتاب .
[3] « عَلِقَ الشيءُ الشيءَ ، وبه : نَشِبَ فيه واستمسك به ، يقال : عَلِقَ الشوكُ الثوبَ وبه » ( « المعجم الوسيط » ج 2 ، ص 622 ، « علق » ) .

402

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست