responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 397


لقوله تعالى : « ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى الله ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله » [1] . ثمّ لْيَتَذَكَّرْ في أثناء طريقه مِنْ مشاهَدةِ عَقَبات الطريق عَقَباتِ طريقِ الآخرة ، ومن السباع والحَيّاتِ حَشَراتِ القبر ، ومِنْ وحشةِ البَراري وحشةَ القبر وانفراده عن الإنْس فإنّ كُلّ هذه الأُمور جاذبة إلى الله سبحانه ، ومُذَكَّرة له أمرَ مَعاده .
وأمّا ثَوْبُ الإحرامِ ولُبْسُه فليَتَذَكَّرْ معه الكفنَ ودَرْجَه فيه ، ولعلَّه أقربُ إليه ، ولْيَتَذَكَّر معها [2] التسَرْبُلَ بأنوار الله تعالى التي لا مَخْلَصَ مِن عقابه إلا بها ، فيَجْتَهِد في تحصيلها بقدر إمكانه .
وأمّا الإحرام والتلبيةُ فليَسْتَحْضِر أنّه إجابةُ نِداء الله سبحانه وتعالى [3] . وليَكُنْ في قبول إجابته بينَ خوفٍ ورجاء ، مُفَوّضاً أمرَه إلى الله ، مُتَوكَّلًا على فضله .
قال سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ : حَجّ زينُ العابدين علي عليه السلام بنُ الحسينِ عليهما السلام ، فلمّا أحْرَمَ واسْتَوَتْ به راحلتُه اصْفَرَ لونُه ، ووَقَعَتْ عليه الرِّعْدَةُ ولم يَسْتَطِعْ أنْ يُلَبّيَ ، فقيل له : لِمَ لا تُلَبّي ؟ فقال : « أخشىَ أنْ يَقولَ لي : لا لَبّيْكَ ولا سَعْدَيْك » فلمّا لَبّى غُشِيَ عليه وسَقَطَ عن راحلته ، فلم يَزَلْ يَعْتَريه ذلك حتى قُضي عليه . [4] ولْيَذْكُرْ عند إجابته نداءَ الله سبحانه إجابةَ ندائِه بالنفخ في الصور ، وحَشْر الخلقِ من القبور ، وازدحامهم في عَرَصاتِ القيامةِ مُجيبينَ لندائه ، مُنْقَسِمينَ إلى



[1] النساء
[4] : 100 .
[2] هكذا في بعض النسخ ، وفي بعضها : « منها » . وانظر « إحياء علوم الدين » ج 1 ، ص 316 .
[3] كما تقدّم في أوائل هذه الرسالة . ( 4 ) هكذا في النسخ ، وفي المصدر : « حتّى قضى حجّه » .

397

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست