على الأمر ، اللهمّ بَلَّغْنا بَلاغاً يُبَلَّغُ إلى خيرٍ ، بلاغاً يُبَلَّغُ إلى مَغْفرتِك ورضوانِك ، اللهمّ لا طيرَ إلا طيرُكَ ، لا خيرَ إلا خيرُك ، ولا حافِظَ غيرُك [1] .
وينبغي أنْ يَخْرُج رَثّ [2] الهيئةِ أقْرَبَ إلى الشعَث ، مُلازِماً ذلك في السفر ، فخيرُ الحاجّ الشعِثُ التفِثُ [3] . يَقُولُ اللهُ لملائكته : « انظُروا إلى زُوّار بَيْتِي قد جاؤني شُعْثاً غُبْراً : « مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ » [4] أُشْهِدُكم أنّي قد غَفَرْتُ لهم » . [5] وأنْ يَرْكبَ الراحِلةَ دونَ المَحْمِلِ إلا لِعذرٍ تأسّياً بالنبيّ صلَّى الله عليه وآله ، فإنّه حَجّ على راحِلته وكان تحتَه رَحْل رَثّ وقَطِيفة خَلِقَة قيمته أربعةُ دراهمَ ، وطافَ على الراحلةِ لِيَنْظُرَ الناسَ ، وقال : « خُذُوا عنّي مناسِكَكُم » [6] .
وأنْ يَمْشِيَ مع القدرة فإنّ ذلك أفْضَلُ وأدْخَلُ في الإذعانِ لعبودية الله تعالى ، اللهُمّ إلا أنْ يُنافِيَ ما هو أفضلُ منه .
وأنْ يَرْفُقَ بالدابّة ولا يُحَمّلَها ما لا تُطِيقُ ، وأنْ يَنْزِلَ عنها غُدْوَةً وعَشِيّةً .
وأنْ يُصَلَّيَ في كلّ منزلٍ ركعتينِ عند النُّزول والارتحالِ .
وأنْ يَقولَ عند مشاهَدَة المنازلِ والقُرى :
اللهُمّ ربّ السماء وما أظَلَّتْ ، وربّ الأرضِ وما أقَلَّتْ ، وربّ الرِّياح وما ذَرَتْ ، وربّ الأنهار وما جَرَتْ ، عرّفْنا خيرَ هذه القريةِ وخيرَ أهلها ، وأعِذْنا مِن شرِّها

[1] « الكافي » ج 4 ، ص 284 - 285 ، باب القول إذا خرج الرجل من بيته ، ح 2 « تهذيب الأحكام » ج 5 ، ص 50 - 51 ، ح 154 ، باب العمل والقول عند الخروج ، ح 17 .
[2] « فلان رَثّ الهيئة ، وفي هيئته رثاثة ، أي بَذادة » ( « الصحاح » ج 1 ، ص 282 - 283 ، « رثث » ) .
[3] إشارة إلى حديث مرويّ في « إحياء علوم الدين » ج 1 ، ص 312 . وفي « المعجم الوسيط » ج 1 ، ص 85 ، « تفث » : « تَفِثَ يَتْفَثُ تَفَثاً : تَرَكَ الادّهانَ والحلقَ فَعَلاه الوَسَخُ والغُبارُ ، فهو تَفِث . التفَث : ما يُصيبُ المحرِم بالحجّ من ترك الادّهان والغَسل والحَلْق وإزالته من مناسك الحجّ » .
[4] اقتباس من الآية 27 من الحجّ ( 22 ) .
[5] « إحياء علوم الدين » ج 1 ، ص 312 ، وليس فيه قوله : « أُشهدكم أنّي قد غفرتُ لهم » .
[6] « إحياء علوم الدين » ج 1 ، ص 312 .

361