responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 26


الدنيا والآخرة . وقد أكَّدَ ذلك ما ذكره الأخُ في كتابه إلينا من الكلام المتضمّن لأنّا إنْ كتمناكَ شيئاً فيه منفعتُكَ ، طالَبْتَنا به يومَ القيامة .
فنحن نذكر لك هاهنا وجهاً واحداً هو أساسُ العملِ وعِمادُهُ الأقوى ، وعليه يَتَفَرّعُ سائرُ العِبادات ، وإليه تَرْجِعُ الفتوى سالكين من الكلام على ما ظهر لنا في بيان الحال ، ناكبين عند بيان الواجب عمّا يَعْتادهُ الناس من تزيين العبارة ، والتمْويهِ في المَقال ، سائلين قبل الشروع فيه ما سَألْتُموه ، مؤكَّدِين بما أكَّدْتُمُوه .
بل نقول زيادةً على ما قلتم : إنّكم إنْ أخْلَلْتُمْ بشيءٍ يظهر لكم ممّا فيه جَلبُ منفعةٍ لنا في دينِنا أو دفعُ مَضَرّةٍ ، تكونوا قد تركتم ما يجب لنا عليكم من حقّ الأُخُوّة ، وعهدِ الإيمان ، وذمّةِ الإسلام ، وحرمةِ الصحبة فإنّ الله سبحانه يومَ القيامةِ يسألُ عن ذلك كلَّهِ حتّى عن صُحْبَة ساعةٍ ، ومُماشاةِ خُطُواتٍ يسيرةٍ . فما ظنُك بطريقٍ قد جَدّدَتْه العُهودُ والمَواثيقُ ؟ ! فنُطالِبُكم به يومَ المطالَبةِ ، ونُناقِشُكم عليه يومَ المُحاسَبةِ ، طالبين في ذلك مصلحةَ أنْفسِنا ، مُقْتدِين بمَنْ مضى مِنْ سَلَفِنا في قوله صلَّى الله عليه وآله : « رَحِمَ الله امرأً أهْدى إلَيّ عيوبي » [1] .
بل أقول : إنّ الواجبَ على الإنسانِ أنْ لا يُقَصّرَ في قبول النصيحة للأصدقاءِ والأخلاءِ الأمجادِ ، بل يَقْبَلُها ولو جاءت على يد الأعداءِ والحُسّادِ ، ويَتَلَقّاها بالبِشْر ولو وَرَدَتْ مِنَ الغُرَباءِ وأهلِ البِعاد .
وعند ذلك فأقول : إنّ الله سبحانه قد ذَمّ في كتابه العزيز قوماً تركوا



[1] لم نجد من رواه عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله . ونقله ابن أبي الحديد في « شرح نهج البلاغة » ج 2 ، ص 319 عن « بعض الصالحين » ونقله في ج 12 ، ص 39 عن عمر . وروى عن أبي عبد الله عليه السلام في « الكافي » ج 2 ، ص 639 ، باب من يجب مصادقته ومصاحبته ، ح 5 ما نصّه : « أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي » .

26

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست