responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 188


< فهرس الموضوعات > السرّ في تَهاوُنِ الأصحاب بصلاةِ الجمعةِ < / فهرس الموضوعات > إنّها فريضة فَرَضَها الله تعالى ، وجوبُها في الجملةِ فَيُحملُ على التخييري .
وفي هذا التوجيهِ نظر بَيّن ودَفْعُه مع مُعارَضَتِه لتلك الأوامرِ العظيمةِ السابقةِ سهل لأنّ زرارةَ راوي هذا الحديثِ قد رَوى أيضاً ما أسفلناه من قوله : « فَرضَ اللهُ على الناسِ مِنْ الجمعةِ إلى الجمعةِ خمساً وثلاثين صلاةً ، منها صلاة واحدة فَرَضَها اللهُ في جماعةٍ » [1] . ولا شبهةَ في أنّ غيرَ الجمعةِ مِن الفرائضِ وجوبُه عيني ، فلو حُمِلَ وجوبُها على التخييرِ على بعضِ الوجوه لزمَ تَهافتُ الكلامِ واختلافُ حُكْمِ الفرائضِ بغير مائزٍ ، وكذلك باقي الأخبارِ التي تلوناها دالَّة أو ظاهر في الوجوبِ العيني المُضَيّقِ .
والذي يَظْهر لي أنّ السرّ في تَهاوُنِ الجماعةِ بصلاةِ الجمعةِ ما عُهِدَ مِنْ قاعدةِ مَذْهَبِهِم أنّهم لا يقتدونَ بالمُخالِفِ ولا بالفاسقِ ، والجمعةُ إنّما تقعُ في الأغلبِ من أئمّةِ المخالفين ونُوّابِهم وخصوصاً في المُدُنِ المعتبرةِ ، وزرارةُ عبد الملك كان بالكوفةِ وهي أشهرُ مُدُنِ الإسلامِ ذلك الوقتِ ، وإمامُ الجمعةِ فيها مخالف منصوب من أئمّةِ الضلالِ ، فكانوا يتهاوَنون بها لهذا الوجهِ ، ولمّا كانَتِ الجمعةُ من أعظمِ فرائضِ اللهِ تعالى وأجلَّها ما رَضِيَ الإمامُ عليه السلام لَهم بتركِها مطلقاً فلذلك حثّهُم على فِعْلِها حيثُ يَتَمَكَّنُونَ مِنْها .
وعلى هذا الوجه استَمَرَّ حالُها مع أصحابِنا إلى هذا الزمانِ ، فأُهمِلَ لذلك الوجوبُ العيني وأُثْبِتَ التخييري لوجهٍ نرجو مِن اللهِ تعالى أن يُعْذِرَهُم فيه ، وآل الحالُ منهم [2] إلى تركِها رأساً في أكثر الأوقاتِ ومُعْظَمِ الأصقاعِ مع إمكان



[1] سبق تخريجه في ص 8 ، التعليقة 1 .
[2] في النسخ : « منه » بدل « منهم » . ولعلّ الضمير راجع إلى « الوجه » .

188

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست