إسم الكتاب : رسائل آل طوق القطيفي ( عدد الصفحات : 525)
ومثله قولهم « الحمد لله الذي أذهب الليل مظلماً بقدرته ، وجاء بالنهار مبصراً برحمته [1] » ، بل هذا أظهر في الدلالة على أنها ليست من النهار ؛ لما فيه من ذكر خاصّة الليل من الأظلام المتحقّقة فيها ، وخاصّة النهار من الإبصار المنتفية عنها . وأما مثل قولهم عليهم السلام في تعقيب الصبح أيضاً « اللَّهمّ إني أصبحت أستغفرك في هذا الصباح وفي هذا اليوم [2] » ، فهو بالدلالة على أنها خارجة من النهار أولى ، بل هو ظاهر فيه ؛ لعطف اليوم على الصباح . وأمّا مثل قولهم عليهم السلام فيه أيضاً « الحمد لله على إدبار الليل وإقبال النهار [3] » ، وقولهم عليهم السلام فيه أيضاً « مرحباً بخلق الله الجديد واليوم العتيد [4] » ، وقولهم فيه « اللَّهمَّ اجعل أوّل يومي هذا صلاحاً [5] » ، وما أشبه ذلك ، فلا ينافي حكمهم بأن الساعة الفجريّة من الليل ؛ إذ غايته الإشارة بما يشار به للقريب ، والنهار قريب من الساعة الفجريّة . وعلى كلّ حال لا يعارض شيئاً ممّا ذكرناه . وأمّا مثل قولهم عليهم السلام « يستحبّ أن يقرأ في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن [6] » ، وشبهه ، وقولهم عليهم السلام « إذا كان يوم الجمعة فزرهم يعني : القبور فإن من كان منهم في ضيق وسّع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يعلمون بمن أتاهم في كلِّ يوم [7] » ، وقولهم عليهم السلام « لا ترمِ الجمرة يوم النحر حتّى تطلع الشمس [8] » ، وقولهم عليهم السلام « إذا أراد العمرة انتظرَ إلى صبيحة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ثمّ يكون مهلًا في ذلك اليوم [9] » ، وما أشبه هذا ممّا أُضيف فيه الصبيحة والصبح والفجر إلى اليوم ، فليس فيه دلالة على أن الساعة الفجريّة من النهار بوجه ، فإن الإضافة تصحّ بأدنى ملابسة . وأيضاً فإنه كما ورد إضافة ذلك إلى اليوم كثيراً ورد إضافته إلى الليل كثيراً ، مثل