عبد الله محمّد الكوفي : في الحديث الأخير - : ( بغبش ، يعني : الغلس . والصحيح أن الغبش بالشين والسين معاً معناهما متقارب ، وهو اختلاط النور بالظلمة أي بقايا ظلمة الليل بخلاف ما تقدّم عن أبي عمرو : . ويقال : غبس الليل وأغبش ) . وقال : ( الغبش : النور المختلط بالظلمة ، ويكون في أوّل الليل وآخره ، والغبس : بقية الليل ) . وقال الأزهريّ : : ( الغبش قبل الغبس وباللام بعد الغبش ، وهي كلَّها في أواخر الليل ، ويجوز الغبش بالمعجمة في أوّل الليل ) [1] . وقال الجوهريّ : : ( الفجر في آخر الليل كالشفق في أوّله ) [2] . ونحوه قال الفارابيّ : خال الجوهريّ : في ( ديوان الأدب ) . وفي تفسير ( الجوامع ) في تفسير قوله تعالى * ( والنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) * [3] : ( تجلَّى : ظهر بزوال ظلمة الليل ، وطلوع الشمس ) . وفي شرح ( تفسير البيضاوي ) للفاضل الشيخ زاده : : ( النهار ضدّ الليل ، وكما أن الليل في الحقيقة ظلّ الأرض الحائلة بين الشمس وبين ما وقع عليه ظلمة الليل ، فكذلك النهار في الحقيقة هو نور الشمس الذي ينسخ ظلّ الأرض ويمحو ظلمة الليل ) . إلى أن قال في إسناد تغطية الشمس إلى الليل : ( فإن احتجاب الشمس بحيلولة الأرض بيننا وبينها لمّا وقع في الليل صار الليل كأنه حجبها وغشاها ، فأسند التغطية والتغشية إلى الليل ) . وفي ( التفسير الكبير ) في تفسير قوله تعالى * ( والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ) * [4] - : ( إشارة إلى نعمة النهار بعد الليل ، كأنه تعالى لمّا قال * ( وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ
[1] عنه في لسان العرب 10 : 11 غبش . [2] الصحاح 2 : 778 فجر . [3] الليل : 2 . [4] يس : 38 .