ثمّ أخذ الشيخ بهاء الدين : في شرح كلامه وتحقيقه ، إلى أن قال : ( وقوله : ( لكن ضوء الهواء ضعيف ؛ إذ هو مستعار فلا ينفذ كثيراً ) يريد به أن الهواء لمّا كان تكيّفه بالضوء بواسطة مخالطة الأجزاء البخاريّة القليلة الكثافة لم يكن شديد الضوء ، وأنه كلَّما ازداد بعداً عنّا ازداد ضوؤه ضعفاً في الحسّ إلى أن ينعدم بالكلَّيّة . ولذلك لا يرى في أوساط الليل شيء من ذلك الضوء أصلًا ) [1] إلى آخر ما شرح به كلامه . وكلامهما ظاهر ، بل صريح في أن النهار هو زمن إشراق الشمس على وجه الأرض ، والليل منصّف بمسامتة رأس مخروط الظلّ للرأس . وهذا صريح في أنه من الغروب إلى الطلوع ، ولم يذكرا ما ينافي ذلك . وقال العلَّامة : في ( التحرير ) : ( يدخل وقت الظهر بزوال الشمس وانحرافها عن دائرة نصف النهار المعلوم بزيادة ظلّ كلّ شخص في جانب المشرق بعد نقصانه ، أو ميل الشمس إلى الحاجب الأيمن لمن يستقبل القبلة ) [2] ، انتهى . وظاهره بل صريحه : المنصّف بالدائرة هو ما بين الطلوع والغروب ، فالليل ما قابلة . ولم يذكر ما ينافيه . وقال السيوريّ : في ( التنقيح ) : ( زوال الشمس ميلها عن وسط السماء وانحرافها عن دائرة نصف النهار ) [3] . ثم بيّن أن علامته زيادة الظلّ بعد كمال نقصانه ، أو حدوثه بعد عدمه . وظاهره كالذي قبله ، ولم يذكر ما ينافيه . وقال ابن البراج : في ( المهذّب ) : ( زوال الشمس يعرف بميزانها أو بالأصطرلاب ، وذلك مشهور ، فإن لم يتمكَّن من يريد معرفة ذلك بما ذكرناه أمكن أن يعرفه بالدائرة الهندسيّة ) [4] . ثمّ قرر كيفيّة وضعها كما تقدّم ، إلى أن قال : ( فإن الظلّ لا يزال ينقص حتّى يدخل
[1] الحبل المتين ( ضمن رسائل الشيخ بهاء الدين ) : 145 . [2] تحرير الأحكام 1 : 27 ( حجريّ ) . [3] التنقيح الرائع 1 : 167 . [4] كذا في النسختين ، والمصدر .