باسمك الذي وضعته على النهار فأضاء ، وعلى الليل فأظلم [1] » . والضرورة الوجدانيّة قاضية ببقاء الظلام بعد طلوع الفجر الثاني ، وهو آية بقاء أثر الاسم الموضوع على الليل فيه ، فيكون من الليل ، ولو كان من النهار لاستنار بالاسم الموضوع على النهار استنارة كاستنارة النهار ؛ لأن أثره نوع واحد ، ولا يتعقّب هذا بما في قرب طلوع الشمس وغروبها من الاستنارة في الجملة ، فإن ذلك لمجاورته نور النهار وقربه منه ، والنور والوجود له فاضل وفضل يفيض منه على ما جاوره وقرب منه ، بخلاف الظلمة والعدم ، فإنه ليس له فضلٌ ولا فاضلٌ يفيض منه على الوجود والنور ؛ لأنه نقطة ، وإلَّا لكان الوجود والنور قابلًا مستمدّاً من العدم والظلام ، والضرورة قاضية باستحالته . وعليك باعتبار ظلّ الجدار وشعاع الشمس فإنّك لا تجد من الظلّ أثراً في شعاع الشمس ، وليس له فاضل يفيضه عليه عند المجاورة والمقابلة ، وتجد لنور شعاع الشمس فاضلَ نور يُلقيه ويفيضه على ظلّ الجدار المجاور له حتّى إنه تُبصر فيه النواظر ، ولفاضله فاضلًا يفيضه على مجاورة من الظل . وهكذا إلى أربعين رتبة فينقطع ظهور أثره وفيضه وتستحكم الظلمة وتخلص . ومثل هذا جاء في أسماء أهل البيت عليهم السلام : الذين هم أسماء الله العليا أن الله كتبها على كلّ شيء ، وبها قام كلّ شيء ، وقبِل الوجود بحسب قابليّته الاختياريّة في جميع أنحاء وجوده ولوازمه ، فقد روى خاتمة الحكماء الشيخ أحمد بن زين الدين : في ( شرح الجامعة الكبيرة ) عن كتاب الحسن بن سليمان الحلي : المعروف ب ( مختصر بصائر سعد : ) ، بروايته عن بعض علماء الإماميّة في كتاب ( منهج التحقيق إلى سواء الطريق ) بسنده إلى سلمان : أنه قال : يا أمير المؤمنين : ، كيف تملك وتعلم بهذه الأشياء ؟ قال عليه السلام « أعلمُ ذلك بالاسم الأعظم الذي إذا كتب على ورق الزيتون وأُلقي في النار لم يحترق ، وبأسمائنا التي كتبت على الليل فأظلم وعلى النهار فأضاء واستنار ، وإنّا