* ( ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) * [3][4] » . فهذان الخبران عبّر فيهما بالجمع ، والأصل الحقيقة ، فلا بدّ أن ينال كلّ واحد منهم ما ذكر حقيقة . والله أكرم من أن يبعث أحداً منهم يوم القيامة بغيظه لم ينتصر من عدوّه ، ولم تظهر له في الدنيا دولة عزّ يعبد الله فيها جهراً ، كما عبده سرّاً ؛ لما فيه من شائبة نقص ؛ لعدم استكمال جميع رتب الكمال ، وهم أكرم على الله من ذلك . ومنها : ما في ( الكافي ) أن أبا جعفر عليه السلام : نظر إلى أبي عبد الله عليه السلام : يمشي ، فقال « أترى [5] هذا ؟ هذا من الذين قال الله عزّ وجلّ * ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) * [6][7] » . ومن ( المعاني ) عن الصادق عليه السلام : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله : نظر إلى علي : والحسن : والحسين : عليهما السلام فبكى ، وقال : أنتم المستضعفون بعدي » . فقيل للصادق عليه السلام : : ما معنى ذلك يا ابن رسول الله : ؟ فقال « معناه أنكم الأئمَّة بعدي ، إن الله عزّ وجلّ يقول * ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) * . ) * « ثمّ قال : فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة [1] » . وفي ( المجالس ) عنه عليه السلام أنه قال في هذه الآية « هي لنا وفينا [2] » . وقال القمّيّ : أخبر الله نبيّه صلى الله عليه وآله بما لقي موسى عليه السلام : وأصحابه من فرعون : من القتل والظلم ، ليكون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته صلَّى الله عليه وعليهم من أُمّته ، ثمّ بشّره بعد تعزيته بأنه يتفضّل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمّة على أُمّته ، وبردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتّى ينتصفوا منهم ، فقال * ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) * [3] . قال : وقوله :