للقول الأوّل قليل عددها بالنسبة ، وضعيف سندها [1] ودلالتها ، ومن غير الكتب الأربعة المشهورة ، ومستند القول الثاني روايات كثيرة ، أكثرها صحاح أو موثّقات ، قد ذكرها أصحاب الكتب الأربعة في كتبهم . وقبل ذكر الروايات ، وأقوال فقهائنا في المسألة نورد جملة من أقوال العامّة ، والخلاف الكثير فيما بينهم ، كما نورد عنهم عدّة من الروايات التي نقلوها عن علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في أنّ الوتر ثلاث ركعات . وما يدلّ ضمنا على هذا المعنى من رواياتهم عنه [2] عليه السلام ، ممّا تطابق مع ما روي - في الأكثر المعتمد عند أصحابنا - عن ولده الطاهرين عليهم السلام ، في حين أنّهم لم ينقلوا الخلاف عنه [3] عليه السلام ، كما نقلوه عن الآخرين من الصحابة والتابعين . وربّما يظهر من ذلك كلَّه أنّه مع هذا الاختلاف الكثير في الأمّة لم تكن المسألة ممّا يتّقى فيه بيان الحقّ ، وإظهار واقع الأمر من قبلهم عليهم السلام .
[1] بسم اللَّه الرحمن الرحيم لقد تفضّل علينا السيّد المحقّق المدقّق العلَّامة آية اللَّه الحاج السيد موسى الشبيري الزنجاني - دام علاه - بمطالعة هذه الرسالة ، وتزيينها بالتعليق عليها ، فرأيت أنّ الأحسن الإتيان بتمام ما تفضّل به ، ثمّ نذيّل تعليقه عند تمام كلامه بعبارة : « منه دام علاه » وقد أدرجنا تصحيحاته في إسناد الأحاديث في المتن وقد علَّق هنا على قولنا : وضعيف سندها بقوله : سند أكثرها - المؤلَّف . [2] وربّما نقلوا ذلك عن السجاد والباقر عليهما السلام « منه دام علاه » . [3] لكن نقلوا عنه عليه السلام بأنّه يوتر بثلاث لا يفصل بينهنّ ، وهو خلاف الثابت من أخبارنا . « منه دام علاه » .