قابل الانطباق على القول : بأنّ الوتر ثلاث ركعات بخلاف التعبير الثاني ، فإنّه لمّا كان مع اللَّام الجارّة فهو ظاهر [1] في استقلال كلّ من الشفع والوتر . وقال الشيخ في مصباح المتهجّد [2] : ( وروي أنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله كان يصلَّي الثلاث ركعات بتسع سور في الأولى : « ألهاكم التكاثر » و « إنّا أنزلناه » و « إذا زلزلت » ، وفي الثانية : الحمد و « إذا جاء نصر اللَّه » و « إنّا أعطيناك الكوثر » ، وفي مفردة الوتر : « قل يا أيّها الكافرون » و « تبّت » و « قل هو اللَّه أحد » [ إلى أن قال بعد دعاء الشفع ] : ثمّ يقوم إلى المفردة من الوتر ) [3] . انتهى وظاهر آخر كلامه ، بل صريحه [4] : أنّ المفردة ، وهي الركعة الواحدة جزء من الوتر .
[1] الفرق غير ظاهر ، فإن الإضافة هنا بتقدير اللام ، ولا فرق بينه وبين ذكر اللام ، وذكر ثلاث ركعات يشعر ، بل لعلَّه يدلّ على أنّ المجموع فرد للنافلة كفرديّة ثمان ركعات لنافلة الليل ، واختلاف التعبير لا يوجب الاختلاف في هذا حتى ينتج التفاوت بينهما في الارتباطيّة والاستقلاليّة . « منه دام علاه » . [2] في مصباح المتهجّد قبل الجمل المنقولة : ثمّ تقوم ، فتصلَّي ركعتي الشفع . ، ويسلَّم بعد الركعتين ، ويتكلَّم بما شاء ، والأفضل أن لا يبرح من مصلَّاه حتى يصلَّي الوتر ، فإن دعته ضرورة إلى القيام قام وقضى حاجته ، وعاد فصلَّى الوتر . « منه دام علاه » . [3] مصباح المتهجّد : ص 132 . [4] كلام الشيخ غير صريح في ذلك ، بل يحتمل كون المراد من مفردة الوتر هو ركعة الوتر التي أفردت عن الركعتين ، وكان إضافة المفردة إلى الوتر إضافة الصفة إلى الموصوف ، لا إضافة الجزء إلى الكلّ ، وبعد إطلاق الوتر على الصلاة المفردة في موضعين من كلامه المتقدّم الذي نقلناه يكون هذا الاحتمال قريبا . وأمّا كلامه الأخير وإن كان لا يخلو من ظهور في نفسه ، في جزئية المفردة للوتر لكنّ بعد اقتضاء السياق وحدة المراد من الوتر في المواضع الثلاثة احتمال كونه تفسيرا للوتر بالمفردة كما فسّره بها في الخلاف والمقنعة غير بعيد . « منه دام علاه » .