نام کتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 141
إسم الكتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) ( عدد الصفحات : 301)
العقوبة عليه ، وإلاّ كان من كفر الجحود ، وبذلِك يحصل الجمع بينه وبين الخبر المتقدّم الدال على أنّ التوبة بمعنى الندم من لوازم الإيمان ، فإنّ بعثه على الندم الكاشف عن وجوده يكشف عن وجوده حين يبعث الشهوة وهوى النفس على الخوض في الذنب والدخول على المعصية ، فالتائب لا يزال مؤمناً من حين الذنب إلى حين يتوب ، غاية الأمر أنّه حين الذنب مقهور مغلوب عن الهوى والشهوة وبضعفه يصير مغلوباً وبعد مغلوبيته ازداد ضعفاً ، ويلزم منه كون بعثه على الندم بعد الذنب أشقّ وأثقل من بعثه على ترك الذنب قبل صدوره . هذا هو معنى ما روي مرسلا من قوله ( عليه السلام ) : « ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة » [1] وكلّما أصرّ المذنب على ذنبه وداومه وأقام عليه صارت التوبة عليه أشقّ وأعسر . فإن [ شئت ] قلت : الانسان في أصل خلقته صاف صيقلي كالمرآة الصيقلية ، وكلّ شهوة تبعها الانسان ارتفع منها ظلمة على قلبه كما يرتفع من نَفَسِه ظلمة على وجه المرآة ، وإذا تراكمت ظلمات الشهوات صارت رَيّناً كما قال تعالى : ( بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكْسِبُون ) [2] كما يصير بخار النَّفَس في وجه المرآة خبثاً ، وإذا تراكم الرين صار طبعاً ، فيطبع على قلبه كالخبث على وجه المرآة إذا تراكم وطال زمانه حتى غاص في جرم الزجاج والحجر ، فلا يزول إلاّ بعلاج صعب في مدة طويلة ، بل ربّما لا يقبل العلاج لخروجه فاسداً . ويشهد لجميع ما ذكر رواية زرارة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من عبد إلاّ وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإن أذنب خرج في النكتة نكتة سوداء ، فإن تاب ذهب ذلك السواد ، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطّي البياض ، وإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى الخير أبداً ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( كَلاّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [3] . فعلى التقي الزكي اللبيب أن لا يسامح في التجنّب عن الذنب المبعد عن الله