العنف جدل خصم ، يتولى الشري والبيع ، لا يستطيع أن يغبنه في شيء ، تقول هذا مستضعف ! ! لا ولا كرامة [92] .
فغير العاجز أمثال ما ذكرته الروايات لا عذر له عن الهجرة مهما كانت أنواع الحرج والضرر ، ورواية العياشي واضحة في المطلوب ومفصِّلة لما نحن فيه ، مع صحة الاعتماد عليها في الجملة ، ولا يضر في سندها عثمان بن عيسى فإنه وإن كان واقفياً إلا أنه عاد وتاب بلا إشكال ، ولم يكن عليه قدح في نفسه بل هو ثقة في نفسه ، وقال الشيخ قدّس سرّه في العدّة عملت الطائفة برواياته .
ولو تنزلنا وسلمنا بحكومة أدلَّة الحرج ورفع الضرر على أدلة وجوب الهجرة ، فإن ذلك ليس بهذا الوضوح كما قد يدَّعيه البعض ، فإن لم نقل بأصالة عدم الحكومة فعلى الأقل لا بد من الاحتياط .
وممن صرح بعدم حكومة أدلة الحرج على وجوب الهجرة آية الله الميرزا جواد التبريزي في فتاويه ، كما أن آية الله السيد الخوئي قدّس سرّه صرح بالحكومة في بعض الاستفتاءات التي نقلت عنه .
نعم يمكن استثناء من هو بحكم العاجز كالذي يكون مهددا بالقتل لو هاجر إلى بلاد الإسلام ولا يمكنه حماية نفسه ، كما أنه لا يمكنه إظهار دينه

[92] معاني الأخبار للصدوق ص 203 / بحار الأنوار ج 69 ص 161 باب المستضعفون المرجون لأمر الله ح 15 / تفسير العياشي ج 1 ص 270 .

89