ففي صحيح محمد بن مسلم : ( وكان أبو جعفر عليه السّلام يقول : تفقهوا وإلا فأنتم أعراب ) وفي خبر علي بن أبي حمزة : ( سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : تفقهوا في الدين ، فإنه من لم يتفقه في الدين فهو أعرابي . . . ) .
وفي خبر مفضل بن عمر : ( سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا . . . ) .
ولعل هذا هو المنسبق من إطلاق الأعرابي ، لما هو المرتكز من جهل الأعراب بسبب انعزالهم ، وعليه فالتعرب المعدود في الكبائر : هو الهجرة للبلاد التي ينقص فيها الدين والتفقه بأحكامه ، الذي يحتاج إليه المكلف .
ويؤيده أو يشهد به صحيح حماد عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : ( لا يصلح للأعرابي أن ينكح المهاجرة فيخرج بها من أرض الهجرة فيتعرب بها ، إلا أن يكون قد عرف السنة والحجة ) [28] .
وهذا صريح بضرورة السكنى في بلاد الإسلام ، وعدم الخروج منها حفاظا على الدين ، وليس فيه تقييد فهو يشمل كل زمان ومكان ، سواء للرجل أو المرأة ، إلا أن يعرف أحكام الدين الحنيف ، وقد كمل فهمه للعقيدة بحيث صار قادرا على صون نفسه من الشبهات فهو الذي جاز له الخروج حسبما دلَّت عليه الرواية .

[28] وسائل الشيعة ج 20 ص 563 باب عدم جواز تزويج الأعرابي بالمهاجرة وإخراجها من دار الهجرة ح 26354 .

35