ثم نقل كلام الوافي ورواية معاني الأخبار وقال : قال المصنِّف في الوافي لا يبعد تعميمه لكل من تعلم آداب الشرع وسننه ثم تركها واعرض عنها ولم يعمل بها .
وفي معاني الأخبار عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : التعرب بعد الهجرة التارك لهذا الأمر بعد معرفته والمشهور أنّ التعرب بالمهملة وربما يضبط بالمعجمة والأول أوفق بالتعميم [23] انتهى كلامه رُفع مقامه .
قد يظن أن هذا الحديث يعارض ما اخترناه من معنى التعرب إذ لا خصوصية فيه من حيث السكنى والإقامة .
بل المدار على ترك الولاية مطلقا سواء أقام الإنسان في بلاد الكفر والشرك أو في بلاد الإسلام هو تعرب .
ولكن يجاب عن ذلك أنه بالتأمل نجد أن لا تعارض ، فإن ترك الولاية هو ترك لأهم أركان الدين الحنيف وبالتالي ترك للدين ، إذ لا معرفة للدين بلا الولاية ، وعليه فإن استعمال التعرب في ترك الولاية إما توسعة لموضوع التعرب أو إرشادا إلى أهمية الولاية عند من لا يعرف أهميتها ، أو لا يدرك

[23] شرح التحفة السنية ( مخطوط ) للسيد عبد الله الجزائري ص 18 بخط عبد الله نور الدين بن نعمت الله ، مشهد المقدسة ( على ساكنها ألف سلام ) كتاب خانه آستانة قدس رضوي ، رقم النسخة 2269 .

29