ثم إنه بعد التمييز يجب مساعدة الأمين تقوية للصفات الحميدة من باب التعاون على البرِّ دون الإثم والعدوان ، ولكي لا نكون من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
وكذلك الأمر بالنسبة للتاجر أيضا - فإن لم يتوفر في المجتمع تجار فيهم الصفات الحسنة ، من الأمانة والصدق وأداء الحقوق ، ومراعاة آداب التجارة كما حثّت عليها الروايات الكثيرة ، مع تجنبهم التعامل الربوي في تجارتهم - فإن على أبناء المجتمع السعي في إيجاد التاجر الذي يصح أن يكون من أمناء الله في أرضه ، سواء بردع الموجودين عن تجاوزهم والعمل على إرشادهم ، أو بإيجاد البديل المناسب ليتكامل المجتمع بكل أصنافه على الأسس الصحيحة والمعايير الحميدة والصفات الكريمة .
وهكذا دور العامَّة في تمييز بقية الأصناف فإن وُجد الصالح اتخذ قدَّوة وعلى البقيَّة أن يكونوا له عونا وهو عونٌ لهم في قضاء حوائجهم ، وتيسير أمورهم ، وإلا وجب إيجاد البدائل للحفاظ على المجتمع الصالح .
إلا أن الأكثر صعوبة على أبناء المجتمع في أيامنا انتخاب أو إيجاد أو تمييز الحاكم العادل الذي هو أهلٌ لأن يتولى أمور البلاد والعباد ، دون من يتزيَّ بزي العدل والصلاح وهو أبعد الناس عنه ، إذ أن هذه المهمة في أصلها ليست مهمة عوام الناس .

278