والآية الأولى اعتبرت أن ترك العدل اتباع للهوى وقد دلّت الآيات على أن اتباع الهوى ضلال عن سبيل الله ومن يتبعه له عذاب شديد .
ويظهر من الخطاب للمؤمنين بضرورة إقامة العدل هو إيجاد النموذج الصالح في المجتمع سواء أقام بقية أفراد المجتمع فيما بينهم نظام العدل أو تخلوا عنه وسلكوا سبيل الجور والطغيان . ولكي لا تخلو الأرض من الصلحاء أهل التقوى والإيمان أيضا الذين يقيمون حدود الله فيتخذهم الله شهداء على خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة .
فوجود النموذج العادل في المجتمع يقطع الطريق على الأعذار الواهية بأن بلادنا كلها كانت تعيش الظلم ولا نقدر على تحقيق العدل . . . هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا خليت المجتمعات ممن يقيم لله فيها عدلا أو يدفع ظلما لَحقَّ عليهم العذاب ثم لا ينظرون ، وهذا ما حصل في الأمم السابقة وقد أشارت الروايات إلى هذه الحقيقة :
فعن أبي جعفر عليه السّلام في حديث طويل أخذنا منه محل الشاهد قال : « أوحى الله إلى النبي شعيب عليه السّلام أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم ، فقال عليه السّلام يا رب هؤلاء

260