نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 244
ثم أمر تعالى بوجوب طاعته وطاعة أوصيائه عليهم السّلام في العديد من الآيات الكريمة فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [286] . إطاعة تامة مقرونة بإطاعته عزّ وجل للتدليل على أهميتها وعظم خطرها ، وولاية جعلها تعالى بأعلى مراتبها فهي فوق كل ولاية ، حتى أنها بلغت إلى ما فوق الاختصاص من ولاية الإنسان على نفسه ، فضلا عما سخره له مما سخره لخلفائه السابقين وأنبيائه الماضين غير ما اختصه به إذ أنه حبيب الله وخاتم رسله . ومما لا شك فيه أن هذا الأمر جارٍ لأوصيائه الذين استخلفهم لحفظ الدين كما هو ثابت بالدليل بلا شك ولا ارتياب . ثم إن الشرع المقدَّس كما دلَّت عليه الآية المباركة { وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ } [287] ، أعطى الولاية لأفراد من المجتمع وسلط بعضهم على بعض بحدود ما فيها مصلحتهم وصلاحهم ، وإن أي تجاوز لتلك الحدود خروج عن رسم التشريع ودخول في الجور واغتصاب للحقوق :
[286] الآية 59 من سورة النساء . [287] الآية 6 من سورة الأحزاب .
244
نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 244