وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [278] .
تجارة رابحة يسرها لهم ربهم فسارعوا إلى إبرام العقد على أن يكونوا حماة الدين ، وأنصار الملة ، وحفظة السنة ، وحضنة الإسلام ، يقاتلون في سبيله لا تأخذهم في الله لومة لائم .
شرطوا على أنفسهم الإخلاص في العمل : فلا خيانة ولا تراجع ولا استسلام ولا انكسار ، ولا شرك في العطاء لغير صاحب الثمن ، يرى أحدهم أن الموت في سبيل أسمى الغايات وارفع الدرجات أحلى من العسل وأزهى من المسك وألذّ ما يطلب على الإطلاق .
أجر الغزاة وحالهم في الدنيا والآخرة هذه الشريحة من المجتمع إذا أخلصت النيّة لله وتوفرت فيها شرائط الإيمان لتكون أنصارا لدين الله حقا فلا شك أن موقعها الدرجات العلا من الباب الذي فتحه الله لخاصة أوليائه وذلك هو الفوز العظيم الذي يغبطهم عليه الأولون والآخرون ، وللوقوف على حقيقة ما هم عليه وما يصيرون إليه نورد بعض الروايات عن أهل بيت العصمة والطهارة والتي تحتاج منّا إلى وقفة تأمل وتفكر .

[278] الآية 111 من سورة التوبة .

233