التاجر والصناعي لأمور معيشته وغيرهم ، ولكلٍ منهم عمل يتمم به عمل الآخر ليشكِّلوا مجتمعا متكاملا فإن المجتمع أيضا يحتاج إلى الزاهد ليكون مثالا ونموذجا في العزوف عن زخارف الدنيا والرغبة في مرضاة الله تعالى ، وبالتالي فإن أي تاجر أو أي فرد من أفراد المجتمع إذا ما وقع في فتنة معينة أو ابتلي في دينه ودنياه فإن له بذلك مثالا يقتدى به .
ثم إنَّ الزاهد في سلوكه وعمله وقوله يصبح عنوانا للتذكير والدلالة إلى طريق النجاة من حبائل دار الفناء .
واعلم أخي المؤمن إن هذه الصفة ليست مختصة بصنف خاص من أبناء المجتمع فإن كل شخص في موقعه يمكن أن يكون زاهدا فيكون طريقا إلى الله .
نعم يختلف حال الزاهد باختلاف موقعه وإن كانوا يتفقون في حقيقة واحدة .
وللزاهد أوصاف أهمها ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إن الزاهدين في الدنيا لتنكى قلوبهم وإن ضحكوا ويشتد حزنهم وإن فرحوا ويكثر مقتهم وإن اغتبطوا بما أوتوا . [247]

[247] غرر الحكم ص 276 ح 6059 .

214