إسم الكتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن ( عدد الصفحات : 284)

فقال عليه السّلام : إياك والوله بالدنيا فإنها تورثك الشقاء والبلاء وتحدوك على بيع البقاء بالفناء .
بينما يجب على العاقل الحكيم أن ينظر إلى أهمية الموردين فلا يختار غير الصالح سواء في الآجل أو العاجل ولا يكون العاجل أولى من الآجل فلربّ ربح عاجل أعقب خسارة فادحة ولربّ تفكر وانتظار أعقب خيراً ليس مثله خير .
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام : في حديث طويل أخذنا منه محل الشاهد قوله : « يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا وَإِلَى أَهْلِهَا ، فَعَلِمَ أَنَّهَا لا تُنَالُ إِلا بِالْمَشَقَّةِ ، ونَظَرَ إِلَى الْآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنَّهَا لا تُنَالُ إِلا بِالْمَشَقَّةِ ، فَطَلَبَ بِالْمَشَقَّةِ أَبْقَاهُمَا .
يَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَرَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ لأنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ مَطْلُوبَةٌ ، وَالْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ ، فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا ، حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ فَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ » [241] .
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : « من أيقن بما يبقى زهد فيما يفنى » .

[241] الكافي ج 1 ص 17 كتاب العقل والجهل ح 12 .

211