عن منكر فعله أو تأمره بمعروف تركه إلاّ العالم الرباني المتحرر عن كل القيود فإنه بعلمه وفقهه وارتباطه بالله وبخط الأنبياء والأوصياء عليهم السّلام يصبح مؤهلاّ للقيام بمثل هذه المهمة وبما هو أكبر منها كما هي سيرة الأعلام من علماء الطائفة المحقة أعلى الله مقامهم عبر الزمان ، لا تأخذهم في الله لومة لائم .
نعم ، العالم الرباني الذي وصفه أمير المؤمنين عليه السّلام أنه الدليل إلى الله كل هذه المهام ملقاة على عاتقه نحو الخاصة والعامة ولذا قدّم في الحديث على بقية الأصناف الأربعة .
ومن هنا ينفتح لنا باب واسع لمعرفة أهمية العالم في المجتمع وللمجتمع ، وضرورة السعي لبناء العلماء الربانيين الذين يقودون الناس إلى سفينة نوح ، ومن هنا أيضاً نستكشف خطر انحراف العالم أو الضال المتنكر بزي العلماء ويلبس لباس الصلحاء ليُلبس على الناس دينهم ويقلب الباطل حقاً والحق باطلاً .
ولم تكن هذه الأمَّة بأكثر أمان من الأمم السابقة عندما انحرف قادتها غير المنصوبين عن جادّة الصراط فانحرفت الأمَّة إلى الهاوية وغضب الله عليهم ، كما أشار إلى ذلك الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد جاء في بحار الأنوار عن كتاب سليم بن قيس ، عن سلمان أن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : « سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : لتركبنّ أمتي سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، وحذو القذة بالقذة ، شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ،

183