وللعالم الدور الأساسي في توجيه وتعليم التجَّار لأن التاجر فاجر ما لم يتفقه في الدين ، والعالم هو المفقّه والمعلّم والمرشد والموجِّه ، وإلاّ فما أكثر التجَّار الفجَّار وما أقل الأمناء لعدم معرفة المفاهيم الحميدة والسيرة النبيلة وللعالم أهميته في ذلك .
والغزاة والمرابطون على الثغور لدفع العدو وصيانة المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره ليكونوا في عداد أنصار دين الله لا بدَّ لهم من إخلاص النية لله تعالى ، وهذا يتوقف على ثقافة عالية وعقيدة راسخة لا تزعزعها العواصف ، ولا يمحقها الغرور ، وإلا فإن التاريخ حدثنا حتى في زمن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم عن شهيد البغلة الحمراء وما شاكل ذلك .
وللعالم الدور الأساسي في تعبئة الغزاة ليصبحوا حقيقة من أنصار دين الله في تقوية عقائدهم وشدِّ عزائمهم لمرضاة الله تعالى بعيداً عن الرياء والسمعة وطنطنة الإذاعات - وإن لم يكن منها مانع لتفهيم الآخرين - فمن مهام العالم أن يعرّف الغزاة مفاهيم الطريق الذي سلكوه الموصل إلى المطلوب من خلال وصايا الأئمة الأطهار وسيرة النبي المختار والأمير حيدر الكرار عليه السّلام فإن في ذلك نماذج سامية ووصايا نافعة بدونها يكون الغازي سائراً على غير طريق فلا تزيده سرعة السير إلاّ خسارة وبعداً عن أن يتحلى بصفة أنصار دين الله .
وأما دور العالم مع الحكّام فلا تقل أهمية عن غيرها من الأدوار بل لعلها أهم الأدوار إذ أن الرعيَّة لا يمكنها أو يصعب عليها أن تنهى الحاكم

182