نعم إنكار المستحبات بالكامل لا سيّما أن فيها ما هو ضروري عند المسلمين لا يجوز ، وهذا ليس له ربط بما نحن فيه .
ومنها : قوله تعالى : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } [138] .
بتقريب أن التقوى من أهم ما أُمر به المسلم ، وقد جعلت الآية الشعائر جزء من التقوى ، والشعار لا يكون إلا ظاهرا .
وعليه يصبح إظهار الشعائر من أهم الواجبات ، فإن مُنع منه المسلم وجبت عليه الهجرة لأحياء تلك الشعائر .
ولكن هذه الآية ليست دالة على أكثر من الحث والترغيب على تعظيم الشعائر ، وإن دلَّت على الوجوب فهي لا تدل على وجوب حتى الشعائر المستحبة في نفسها ، بل تعظيم كل شيء بحسبه .
فشعائر الحج الواجبة مثلا ، تعظيمها بإقامتها على الوجه الصحيح في منتهى التذلل والعبودية والإخلاص وأن يتعاطى معها باحترام تام .
وأما الشعائر المستحبّة فتعظيمها باحترامها والمواظبة عليها قدر الإمكان وقد وعد الله سبحانه على ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل ولا يعني ذلك أنها تصبح واجبة لا يمكن تركها بحال من الأحوال ، بل لا شك

[138] الآية 32 من سورة الحج .

125