نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 113
والشرك ، فالأقوى ما ذهب إليه آية الله الميرزا التبريزي من وجوب الهجرة حتى مع العسر والحرج والضرر الدنيوي . ويكون وجوب الهجرة لمعرفة الدين أو الحفاظ عليه كوجوب الهجرة عند الخوف على النفس للحفاظ عليها ، فإن الحفاظ على الدين ليس بأقل أهمية من وجوب المحافظة على النفس إذا لم نقل أنه أولى كيف لا ؟ ! ! وهو غاية ما يصبو إليه الإنسان العاقل فضلا عن العاقل المؤمن فإن لكل شيء عوض - فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة فلو ذهب مال الإنسان فيمكن تحصيل غيره ، وإذا مرض جسمه فيمكن أن يشافي ، وإذا لم يمكنه ذلك في الدنيا فإن الله في الآخرة يعوِّضه ما هو أعظم من المال ، وبحياة ليس معها سقم ، هذا إذا بقي الدين - إلا الدين . فلو ذهب الدين فلا عوض له على الإطلاق لا في الدنيا ولا في الآخرة ما يعدل الدين ويسد فراغه ، ولا عود لتحصيله ، بل ولا فرصة أخرى في غير هذه الحياة الدنيا يمكن فيها القيام بالدين ، قال تعالى حكاية عن الذين فرطوا في دينهم { حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا } [123] وفي