القسم السادس : مسؤولية عامة الناس اتجاه الخاصة إذا كانت المهام الملقاة على الخاصة من العلماء والتجار والحكام . . جسيمة والمسؤولية عليهم عظيمة ، وصلاح المجتمع وتربية أبناءه على الحب والخير ومساعدة المحتاج وإصلاح ذات البين ، يرجع الفضل الأساس فيه إليهم فإن فساد المجتمع وخرابه وانحطاطه وتراجعه عن ركب التقدّم والرقي يرجع بأغلبه عليهم .
ولا يعني ذلك أن المسؤولية على غيرهم أقل أو أن المهام الملقاة على عامّة الناس أهون فإن لبقية الأصناف من الناس مسؤولية لا تقل أهمية عن مسؤولية الخاصة وهي ضرورة اجتماعية قبل أن تكون أحكاماً شرعية على كل فرد من أبناء المجتمع ، ويمكن تلخيص المهام الموكلة إلى عامّة الناس بأمرين :
الأول : تمييز الصالح من الخاصة .
الثاني : مساعدة أو مساندة من له الأهلية دون سواه .
أما الأمر الأول : أنه لما كانت الأحكام مشتركة بين العالم والجاهل عرفاً وشرعاً ولا يقبل عذر من يعتذر بعدم الاطلاع والمعرفة ، خاصة إذا كان جهله ناشئاً عن تقصير لا عن قصور ولذا كان السعي للتعلم ومعرفة ما ينبغي فعله لازماً لإدراك الواقع أو عدم الوقوع بما يخالفه ، فإن كانت

272