الأرض ، وهي من المغرب إلى المشرق . فإنّهم كانوا يسيرون حول الأرض بحسب تعداد الأيّام ، مدّة أزيد من مدّة غيرهم ، وهي مدّة دوران الأرض حول نفسها دورا واحدا ، البالغة أربع وعشرين ساعة . فهذه المدّة بمثابة عدم تحويل الشّمس عنهم في طول مدّة اثنتي عشرة ساعة ، فكأنّهم واجهون لضوء الشّمس يومين متواليين ، لكنّهم كانوا يحسبونهما يوما واحدا . وأمّا قبل كشف هذه القارّة فالعلماء كانوا بانين إمّا على عدم كرويّة الأرض وإمّا على انحصار المعمورة بنصفها الممتدّ من جزائر خالدات إلى أقصى بلاد الصّين واليابان . وعلى كلّ كان مبدء الأيّام عندهم عند بزوغ الشّمس في هذه البلاد ، كما أنّ المنتهى غروبها في هذه الجزائر . ولحلّ هذه العويصة عيّنوا مبدأ فرضيّا للتّاريخ ، واتّفق الأقوام والملل كلَّهم على هذا المبدء وهو خطَّ مفروض مارّ على القطبين ، على زاوية 180 درجة من خطَّ نصف نهار كرنويج ، بحيث هذا الخطَّ وذاك ينصفان كرة الأرض بنصفين متساويين ، وجعلوا جميع النّواحي الواقعة في غرب هذا الخطَّ يوم السّبت ، والنّواحي الواقعة في شرقه يوم الجمعة ، فابتداء يوم الجمعة في شرقه هو انتهاء يوم الجمعة في غربه .