من الموانع والصّوارف تبديل نظرك الشريف ورأيك المنيف . عسى أن يمدّك اللَّه بتوفيقه ، فتسود على أهل الفضل واليقين ، بالعبور عن هذه المرحلة الَّتي لا يكاد يعبر عنها إلَّا المخلصون ، والمخلصون في خطر عظيم . فإن قبلت هديّتى هذه ، وهي هديّة نمليّة إلى ملك الفضل والنباهة ، وسليمان العلم والشّرف ، فهو أجرى ومثوبتي ، وما عند الله خير وأبقى . وإن أبيت ، فلا أقلّ من الاحتياط الَّذي هو سبيل النجاة ، وإرجاع الناس إلى الغير ، كي يتخلَّصوا من المحاذير المضلَّة والأهواء المردية والفتن المهوية ، وهذا دلالة ناصح مشفق . جزاك الله عن العلم والورع وأهلهما خير الجزاء ، وأبقى حياتك السّامية للأمّة خير البقاء ، ويرعاك في كلّ حال ولا ينساك في الاولى والآخرة ، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته . < شعر > وإن شئت أن تحيي سعيدا فمت به * شهيدا وإلَّا فالغرام له أهل وأحبّه قلبي والمحبّة شافعي * لديكم ، إذا شئتم بها اتّصل الحبل عسى عطفة منكم علىّ بنظرة * فقد تعبت بيني وبينكم الرّسل < / شعر > وله الحمد في كلّ حال ، وإليه المرجع والمآب . ربّنا اجعلنا من الَّذين قالوا : الحمد لله الَّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور ، الَّذي أحلَّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب . ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الَّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلَّا للَّذين آمنوا ، ربّنا إنّك رؤف رحيم . ربّنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا في الدّنيا والآخرة ، فلا ننادى من بطنان العرش : ألا أيّتها الأمّة المتحيّرة الضّالَّة بعد نبيّها ! لا وفّقكم الله لأضحى ولا لفطر ، ولا يجاب فينا دعوة الملك : لا وفّقكم الله لصوم ولا فطر . اللَّهمّ ما عرّفتنا من الحقّ فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلَّغناه . ختم هذا الجواب بحول الله وقوّته « ولا حول ولا قوّة إلَّا بالله العلىّ العظيم » في السّاعة الثّالثة من اللَّيلة السّادسة والعشرين من شهر شعبان المعظَّم ، سنة ألف وثلاثمائة