إسم الكتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء ( عدد الصفحات : 173)
كان مستهترا [1] بالسماع وبشرب النبيذ قال : سألت الرضا عليه السّلام عن السماع ؟ فقال عليه السّلام : « لأهل الحجاز فيه رأي ، وهو في حيّز الباطل واللهو » أما سمعت اللَّه يقول : * ( وإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) * [2] انتهى . وما رواه الطبرسي في ( المجمع ) عند تفسير الآية الأولى من : أنّ « اللغو » الغناء والملاهي [3] . وفيه : أوّلا : منع الدلالة على الحرمة . وثانيا : أنّ اللغو - كما في رواية عن عليّ عليه السّلام هو « كل قول ليس فيه ذكر » [4] وفي أخرى عن الصادق عليه السّلام « أنّ يتقوّل الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك » [5] وفي ( مجمع البيان ) : كلّ لعب ومعصية [6] وفي ( القاموس ) : السقط وما لا يعتدّ به من كلام وغيره [7] وفي ( النهاية ) : التكلَّم بالمطرح من القول وما لا يعني . فغاية ما تدلّ الآيتان عليه تحريم الغناء المقترن بما لا يرضى ، لا مطلق الغناء ، فتأمّل . وثالثا : أنّ اللغو ، لو سلَّم إطلاقه على غير القول كالصوت أيضا ، كما يظهر من القاموس [8] فلا نسلَّم إطلاقه على الكلمات الحقّة بسبب اشتمال الأصوات المطربة عليها . أو ترى أنّ عاقلا يرضى بأن يطلق على مثل القرآن - الَّذي هو القول الفصل وما هو بالهزل - لفظ « اللغو » بسبب الترجيع المطرب ؟ فتأمّل .
[1] . في نسخة كان مشتهرا . [2] . عيون اخبار الرضا ( ع ) ، ج 2 ، ص 126 ، حديث 5 . [3] . مجمع البيان ، ج 7 ، ص 181 . [4] . تفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 529 ، حديث 15 ، 16 . [5] . تفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 529 ، حديث 15 ، 16 . [6] . مجمع البيان ، ج 7 ، ص 181 . [7] . القاموس المحيط ، ج 4 ، ص 386 . [8] . القاموس المحيط ، ج 4 ، ص 386 .