< فهرس الموضوعات > كلام للغزالي في حالات المستمع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > كلام للغزالي في المواضع السبعة للترنم بالكلمات الموزونة < / فهرس الموضوعات > مختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ، وقد صرّح جماعة بأنّ الصوت الطيّب محرّك للقلب إلى ما هو الغالب عليه . قال الغزالي : ومهما كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلب لم يجز أن يحكم فيه مطلقا بإباحة ولا تحريم ، بل يختلف ذلك بالأحوال والأشخاص ، واختلاف طرق النغمات ، فحكمه حكم ما في القلب . قال [1] ابن سليمان : السماع لا يجعل في القلب ما ليس فيه ، ولكن ما هو فيه . ثمّ جعل للترنّم بالكلمات المسجعة الموزونة سبعة مواضع : أوّلها : غناء الحجيج . وثانيها : غناء الغزاة لتحريض الناس على الغزو . وثالثها : التغني بالرجزات التي يستعملها الشجعان في وقت اللقاء . ورابعها : النياحة لترقيق القلب وإسبال البكاء . وخامسها : التغنّي أوقات السرور كأيّام العيد ، وأوان العرس . وفصّل الكلام في هذه المواضع بما لا يناسب هذه الوجيزة . فقال : السادس : سماع العشاق تحريكا للشوق وتهييجا للعشق وتسلية للنفس ، فإن كان في مشاهدة المعشوق : فالغرض تأكيد اللَّذة ، وإن كان مع المفارقة فالغرض تهييج الشوق ، والشوق وإن كان ألما ففيه نوع لذّة ، لذا انضاف إليه رجاء الوصال ، فإنّ الرجاء لذيذ واليأس مؤلم ، وقوّة لذة الرجاء بحسب قوّة الشوق والحب للشيء المرجوّ ، ففي هذا السماع تهييج العشق ، وتحريك الشوق ، وتحصيل لذة الرجاء المقدّر في الوصال ، مع الإطناب في وصف حسن المحبوب ، وهذا حلال إن كان المشتاق إليه مما يباح وصاله كمن يعشق زوجته أو سريّته فيصغي إلى غنائها لتتضاعف لذّته في لقائها .
[1] . كذا والظاهر انه أبو سليمان . فراجع ما سبق في هذا الكتاب .