أي بالآبال جمع القار وهو الإبل [1] . وأنت خبير بأنّ ضعف الروايتين مانع من الاحتجاج بهما ، كالمرويّ في ( مجمع البحرين ) من : « أنّ زاد المسافر الحداء والشعر » [2] إلَّا أن يدّعى انجباره بالشهرة ، وفي تحققها نظر . نعم ، قال الغزالي : ولم يزل الحداء وراء الجمال من عادة العرب في زمان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وزمان الصحابة ، وما هو إلَّا أشعار تؤدّى بأصوات طيبة وألحان موزونة ، ولم ينقل من أحد من الصحابة إنكاره ، بل ربما كانوا يلتمسون ذلك تارة لتحريك الجمال ، وتارة للاستلذاذ ، فلا يجوز أن يحرّم من حيث إنّه كلام مفهوم مستلذّ مؤدّى بأصوات طيبة وألحان موزونة [3] انتهى فتدبر . ومنها : غناء المرأة في زفّ العرائس : استثناه الأكثرون ، لما رواه في ( الكافي ) عن عدّه من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير : قال سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام : عن كسب المغنيّات فقال : « التي يدخل عليها الرجال حرام ، والتي تدعى إلى الأعراس ليس به بأس » [4] انتهى . وما رواه عن أحمد بن حكم الخياط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « المغنّية التي تزفّ العرائس لا بأس بكسبها » انتهى [5] . وما رواه عنهم عن أحمد عن الحسين ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أيّوب
[1] . في النهاية لابن الأثير ، ج 4 ، ص 39 أراد « بالقوارير » النساء شبههن بالقوارير لأنّه يسرع إليها الكسر - كذا في مفتاح الكرامة ، ج 4 ، ص 53 والمبسوط للشيخ رحمه اللَّه ، ج 8 ، ص 225 وفي سرّ الأدب للثعالبي ، ص 150 : أنّه كناية عن الحرم وعن قتادة ، المراد به ضعفة النساء انتهى - اتحاف السادة المتقين ، ج 6 ، ص 482 . [2] . مجمع البحرين ، ج 1 ، ص 96 مادة حدا ، وما بعده : ما كان ليس فيه الخنا . [3] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 229 . [4] . الوسائل ، ج 12 ، ص 84 ، حديث 1 . [5] . الوسائل ، ج 12 ، ص 84 ، حديث 2 .