responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان    جلد : 1  صفحه : 440


ينقل أحد من العلماء أنّ السلف كانوا يعملون بما يظنّون أنّه من المعصوم ، سواء كان الراوى عادلا أو فاسقا بل المنقول خلافه كما علمت ؛ و ما ورد من العمل بالكتب و التوقيعات و بأخبار جماعة لم يثبت عندنا توثيقهم ، لا يدلّ على عملهم بالظنّ إذ حصول القطع بالقرائن و نحوها فى هذه المواضع متصوّر ، و كذا أخبار الثقات فيها ممكن ، و عدم ثبوت التوثيق عندنا لا يستلزم عدم ثبوته عندهم ، بل ثبوت الفسق عندنا بشهادة عدل أو عدلين أيضا لا يستلزم انتفاء التوثيق عندهم كما لا يخفى ، فكيف يمكن الحكم بمجرّد هذا بأنّهم كانوا يعملون بالظنّ مطلقا مع ورود النصوص بالنّهى عنه مطلقا و تصريح جمع من فحول العلماء بمنعه ؛ نعم لا يبعد جواز العمل برواية عمل بها عدلان فصاعدا مع عدم رادّ لها يعارض عملهما و لكن ليس عملا بالظنّ بل بما ثبت صحّته ؛ فتأمل .
و الحق أنّ الروايات التى عمل بها السلف كانت عندهم متواترة أو صحيحة السند ، و ما وقع من المجهولين أو المجروحين فى سند هذه الروايات فإنّما هم من شيوخ الإجازة ، و لهذا ترى ابن بابويه كثيرا مّا يقدح فى رواية بأنّه مما تفرّد به فلان كما مرّ من رواية حريز ، مع أنّ ما بينه و بين ذلك الرواى ليس مثله فى العدالة و التثبّت بل قد يكون مجهولا أو مجروحا لتواتر كتاب ذلك الرواى عنده و علمه بأنّ هذه الوسائط من مشايخ الإجازة ، و لكن ليس لنا به مجرد تصحيح واحد منهم الحكم بصحّة مثل هذا ؛ فإنّ ابن بابويه رحمه اللَّه بما ردّ رواية مثل حريز بن عبد الله السجستانى مع ثقته و جلالته بأنّه متفرد بها ، فلنا أيضا [ أن ] نردّ ما يتفرّد هو بالحكم بصحّة اقتداء به مع المعارضة .
الثانى : أنّه لا يجوز أن يكون مجرّد الظنّ مناطا للأحكام ما لم يكن ناشيا عما ثبت اعتباره شرعا ، إذ كثيرا مّا يحصل هذا الظنّ بأسباب اخر مثل ميل النفس أو التعصب أو الحسد أو نحو ذلك ، فإنّا نرى جماعة يدعون وجوب شىء مثلا و يتمسّكون بأخبار لا يكاد يمكن الاستدلال على استحباب ذلك الشىء فضلا عن وجوبه ، و يدّعونه أنّه حصل لنا الظنّ منها بأنّ المراد المعصوم ذلك الوجوب ، و نرى جماعة اخرى يدّعون عدم حصول ذلك الظنّ من أخبار اخر ظاهرة الدلالة على ذلك الوجوب ، و نرى جماعة ممّن لهم رابطة بالفرقة الأولى يدّعون مثل ادّعائهم و نرى جماعة لهم ربط بالفرقة الثانية يدّعون مثل ادّعائهم ، و يكفيك اختلاف علماء بلدتين بعد اتّفاق علماء كلّ بلدة لشيخهم كعلماء بصرة و كوفة ، إذ ظاهر أنّهم كلَّهم ليسوا بكاذبين فى هذا الإدّعاء بل ليس حصول هذا الظنّ لهم إلَّا لأجل أنّهم مع شيخهم ، و نرى تلامذة شيخين مختلفين فى مسألة ، فرقة ظانّون به حكم مستنبط من مدركها ، و أخرى ظانّون بعدمه بحيث يحصل الجزم بصدقهم فى ادّعائهم حصول الظن ؛ و الحاصل أنّ سببيّة ميل النّفس و العصبيّة و الحسد و نحوها لحصول الظنّ مما لا سترة بها و النّفس قلّ ما تنفكّ عن شىء من هذه البواعث و الأسباب بل كثيرا مّا يعتاد الإنسان بها بحيث يعتقد أنّه ليس فيه

440

نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست