نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان جلد : 1 صفحه : 179
و ورد أيضا أنّ أفضل الصلوات اليوميّة الصلاة الوسطى التى خصّها اللَّه تعالى من بينها بالأمر بالمحافظة عليها - بعد أن أمر بالمحافظة على سائر الصلوات - المقتضى لمزيد العناية بها و شدّة الاهتمام بفعلها ، و أصحّ الأقوال أنّ الصلاة الوسطى هى صلاة الظهر ، و صلاة الظهر يوم الجمعة هى صلاة الجمعة على ما تحقّق ، أو هى أفضل فرديها على ما تقرّر ، و قد ظهر من جميع هذه المقدّمات القطعيّة أنّ صلاة الجمعة أفضل الأعمال الواقعة من المكلَّفين بعد الإيمان مطلقا ، و أنّ يومها أفضل الأيّام . [1] فكيف يسع الرجل المسلم - الذى خلقه اللَّه تعالى لعبادته و فضّله على جميع بريّته و بيّن له مواقع أمره و نهيه و عرّضه بذلك للسعادة الأبديّة و الكمالات النفسيّة السرمديّة ، و أرشده إلى هذه العبادة المعظَّمة السنيّة ، و دلَّه على مثوبتها العليّة - أن يتهاون فى هذه العبادة الجليلة و يضيّع هذه الجوهرة الأثيلة النبيلة ، أو يتهاون بحرمة هذا اليوم الشريف و الزمن المنيف و يصرفه فى البطالة و ما فى معناها ، فإنّ من قدر على اكتساب درّة يتيمة قيمتها مائة ألف دينار مثلا فى ساعة خفيفة فاشتغل عنها باكتساب خرقة قيمتها فلس ، يعدّ عند العقلاء من جملة السفهاء الأغبياء ، و أين نسبة الدنيا بأسرها إلى ثواب صلاة فريضة واحدة ، مع ما قد استفاض بطريق أهل البيت عليهم السّلام : أنّ صلاة فريضة أفضل من الدنيا و ما فيها [2] ؛ و أنّ صلاتها خير من عشرين حجّة ، و حجّة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدّق به حتّى يفنى الذهب . [3] فما ظنّك بفريضة هى أعظم الفرائض و أفضلها ! هذا على تقرير السلامة من العقاب و الابتلاء بحرمان الثواب ، فكيف بالتعرّض لعقاب ترك هذه الفريضة العظيمة و التهاون فى حرمتها الكريمة ! مع ما سمعت من توعّد اللَّه تعالى و رسوله و أئمّته عليهم السّلام بالخسران العظيم و الطبع على القلب و الدعاء عليهم من تلك النفوس الشريفة بما سمعت ، إلى غير ذلك من الوعيد و ضروب التهديد على ترك الفرائض مطلقا فضلا عنها . و تعلَّل ذوى الكسالة و أهل البطالة المتهاونين بحرمة ذى الجلالة فى تركها بمنع بعض العلماء من فعلها فى بعض الحالات ، [ و هو ] - مع ما قد عرفت من شذوذه و ضعف دليله - معارض بمثله فى الأمر بها و الحثّ عليها و التهديد لتاركها من اللَّه و رسوله و أئمّته صلوات اللَّه عليهم أجمعين و العلماء الصالحين و السلف الماضين و يبقى بعد المعارضة ما هو أضعاف ذلك ، فأيّ وجه لترجيح هذا الجانب مع خطره و ضرره لولا قلَّة التوفيق و سوء
[1] انظر رسالة السيوطى الموسومة بخصائص يوم الجمعة [2] تهذيب الأحكام ، ج 2 ، ص 240 ، ح 953 ، باب فضل الصلاة و المفروض منها و المسنون ، ح 22 ، مع اختلاف فى الألفاظ . [3] الكافى ، ج 3 ، ص 265 - 266 ، باب فضل الصلاة ، ح 7 ؛ تهذيب الأحكام ، ج 2 ، ص 236 - 237 ، ح 935 ، باب فضل الصلاة و المفروض منها و المسنون ، ح 4
179
نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان جلد : 1 صفحه : 179