رب المشارق والمغارب فان لها ثلاثمائة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود إليه إلَّا من قابل في ذلك اليوم ( التفسير الصافي للفيض في سورة الرحمن ) .
أقول : يمكن أن يقال انه قد أطلق البرج في الحديث على الجزء أي الدرجة فإن أهل الهيأة يطلقون الجزء على الدرجة ولا يخفى عليك ان لها اثنى عشر برجا ، وثلاثمائة وستين درجة ولا يبعد أن يكون تعبير البرج عن الجزء أي الدرجة من الراوي . ولا يصح حمل البرج على معناه اللغوي أي الكوكب العظيم أيضا . نعم قال الفيومي المقري في مصباح المنير : برج الحمام مأواه فيجوز حمله على هذا المعنى أو قريب منه ، وكيف كان فحمل البرج على معناه الأخير اللغوي انسب بل أوجب .
الثالثة : إذا أردنا استخراج عرض البلد ، نأخذ ارتفاع الشمس وقت نصف النهار ونضيف إليه ميلها ان كان جنوبيا ، وننقص ان كان شماليا والحاصل على أي حال تمام العرض . وقد تقدم الكلام في ذلك ولتحصيل العرض طرق كثيرة مذكورة في المطولات . واما طول البلد فتحصيله صعب جدّا إلَّا أن يستعلم بالبرق أي التلغراف وقت نصف نهار البلد مبدأ الطول فسهل جدّا ، والأسهل منه أن يراجع إلى الجداول الموضوعة لأطوال البلاد وعروضها .
الرابعة : إذا أردت استخراج سمت القبلة في بلد فخذ تمام عرض البلد وتمام عرض مكة المكرمة وبين طوليهما ، وتوهم مثلثا على كرة الأرض ، رؤسه الثلاثة القطب الشمالي والبلد ومكَّة المشرفة ، وضلعاه تماما العرضين معلومان ، والزاوية بينهما معلومة وهي على القطب بقدر ما بين الطولين ، واستخرج الزاوية الحادثة منه على البلد وطريقه أن تجمع تمامي العرضين ثم تنقص أقلها من الأكثر فتأخذ جيب نصف المجموع وجيب تمامه وجيب نصف الفضل وجيب تمامه فتقسم جيب نصف الفضل على جيب نصف المجموع ، وكذلك جيب تمام نصف

537