وفيه أيضا : علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال من اختصر في الحجر في الطواف فليعد طوافه من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود .
أقول : إنما قال من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود لئلا يتوهم إعادة ما اختصر من ابتداء الحجر إلى انتهائه فقط .
وفي الفقيه في باب ما يجب على من اختصر شوطا في الحجر : روى الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن سفيان قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام امرأة . طافت طواف الحج فلمّا كانت في الشوط السابع اختصرت فطافت في الحجر وصلَّت ركعتي الفريضة وسعت وطافت طواف النساء ثم أتت منى فكتب تعيد .
أقول ، يعني تعيد الشوط السابع فقط لا جميع الأشواط الماضية التي أدخلت الحجر في الطواف فيها كما في الوسائل والفقيه عن ابن مسكان عن الحلبي قال قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام رجل طاف بالبيت فاختصر شوطا واحدا في الحجر كيف يصنع ؟ قال يعيد الطواف الواحد . وفي نسخة الوسائل : قال يعيد ذلك الشوط وفي الوسائل أيضا : محمّد بن علي بن الحسين عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم والأئمة عليهم السّلام قال صار الناس يطوفون حول الحجر ولا يطوفون فيه لأن أم إسماعيل دفنت في الحجر ففيه قبرها فطيف كذلك لئلَّا يوطأ قبرها . إلى غير ذلك من الأخبار الدالَّة على أن الحجر داخل في الطواف . والأمر فيه بيّن .
وأما أن الحجر كلَّا أو بعضا هل هو من البيت أم لا ، وأن دخوله في الطواف من حيث إنه من البيت أو لعلل أخر فنقول ظاهر بعض العبائر يومئ إلى أن جميع الحجر منه ومن ذلك ما أتى به العلامة ( ره ) في صلاة التذكرة حيث قال : وهل له أن يستقبل الحجر مع تمكَّنه من استقبال الكعبة والوجه ذلك لأنه عندنا من الكعبة ومنعه بعض الشافعية حيث إن كونه من البيت مجتهد فيه غير مقطوع به .
انتهى .

516