responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 508


فالنبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم جعل ذلك اليوم أصلا ومبدءا كما هو رسم أهل الحساب حيث يجعلون الكامل من كل شيء مبدءا ، ويقدّرون غيره به ويقيسونه به فهو صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم نصف غاية الارتفاع أوّلا فجعله آخر وقت فضيلة العصر ، ثم نصف النصف الباقي أيضا فجعله آخر وقت فضيلة العصر ولمّا لم تكن لسائر البلاد ضابطة فهي انما تقاس بذلك الوجه المقرّر في الأصل ، أعني أن رسول اللَّه جعل حكمها في ذلك واحدا حيث فرّع سائر البلاد على حكم الأصل ، فتنبّه .
وكان المسلمون في مدينة الرسول يراقبون فيء الجدار فإذا بلغ مقداره سبعة أقدام كانوا يصلَّون العصر لأن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أمرهم بذلك أي إذا بلغ الفيء مقدار ارتفاع الجدار أقاموا صلاة العصر .
وقد نقل البيروني في إفراد المقال في أمر الظلال ( ص 8 ) كلاما ساميا عن أبى الدرداء في تحريص مراقبة الظل لإقامة الصلاة ما هذا لفظه : روى عن أبى الدرداء أنه قال : إن شئتم لأقسمنّ لكم إنّ أحبّ عباد اللَّه إلى اللَّه الذين يرعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر اللَّه . ثم قال البيروني بعد نقل كلام أبى الدرداء في بيان الأظلَّة : يعنى الفيء فإنّه بفضل التفكر في خلق السماوات والأرض واستعماله في التوحيد وفي أوقات العبادة .
واعلم أن علم المثلثات مبتن على الجيب والظل أي على سينوس وتانژانت وأساسهما من علماء الإسلام فإنهم استنبطوهما فاستعملوهما مكان القطَّاع لأنهما يغنيان عنه على ما مر البحث عن ذلك في الدروس الأولية من كتابنا هذا .
ثم إن كل ما يستعمل فيه الجيب فهو مستخرج بالشكل المغني وفروعه ، وكل ما يستعمل فيه الظل فإنما هو مستخرج بالظلي وفروعه .
الشكل الظلي جار في النسبة بين الظل والزاوية . وقد اخترعه أبو الوفاء البوزجاني رضوان اللَّه تعالى عليه ، واستنبطه من عمل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم حيث تنبه من حكمه وعمله في أوقات الصلاتين الظهر والعصر : أي من نصب الشاخص أعني

508

نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست