بثلاثمائة وستين جزءا قسمة متساوية ، وتحول زمان ما بين مبدأ الخسوف ونصف نهار مكَّة إلى الدائر أي تأخذ لكلّ ساعة زمانية خمس عشرة درجة ، ولكل أربع دقائق زمانية درجة واحدة وهكذا القياس فيما دونها وقد مرّ غير مرّة فالمجموع يكون دائرا وتحفظ المقدار المجموع ، ثم تعدّ متوجها إلى القمر مبتدأ من نقطة التقاطع المذكورة من أجزاء الدائرة بقدر الدائر أي ذلك المقدار المحفوظ إلى يمينك أي إلى جهة حركة القمر إن كان مبدأ الخسوف قبل وصول القمر إلى نصف نهار مكَّة ، وإلى يسارك أي إلى خلاف جهتها إن كان بعده ، فتنتهي إلى جزء من أجزاء محيط الدائرة ، ثم تخرج من مركز الدائرة إلى ذلك الجزء المنتهي خطا مستقيما فيكون في سطح دائرة نصف نهار مكَّة لأن دوائر نصف النهار لجميع المواضع تمرّ بسمت رأس عرض تسعين فذلك الخط هو خط سمت القبلة فيه ولا يخفى عليك أن خط الظل في سطح دائرة ميل تمرّ بمركز القمر حين ابتداء الخسوف ومعلوم أن هذه الدائرة يجب أن تتحرك بمقدار المحفوظ حتى تنطبق على نصف نهار مكَّة ، وهكذا حكم الخط الذي كان في سطحها أي كأنه يتحرك حتى ينطبق على خط نصف نهار مكَّة فإذا قام المصلى على هذا الخط متوجها إلى ذلك الجزء المنتهي من محيط الدائرة إذا أخذ البعد المذكور من النصف الظاهر من نصف نهار مكَّة ، أو متوجها إلى مركز الدائرة إذا أخذ من النصف الخفي منه كان على سمت القبلة . فهو المطلوب . وأما تحصيل قوسي سمت القبلة وانحرافها فيه فلا يخفى على العارف الفطن تعذره .
وإنما قيّدنا الانخساف بجهة القطب الظاهر لأن القمر إذا انخسف في جهة القطب الخفي كان بالنسبة إلى عرض تسعين تحت الأرض وإن كان بالنسبة إلى مكَّة فوق الأرض فلا يتمشى هذا العمل في المقام .
وانما يعرف كون البعد المذكور من زمان مبدأ الخسوف إلى نصف نهار مكَّة من النصف الظاهر أو الخفي من نصف نهار مكَّة بكثرته وقلته وذلك يختلف باختلاف الأزمان وهذا ظاهر .

498