responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 497


هناك بإرصاد حوادث فلكيّة كالخسوفات مثلا ، بيانه أن انخساف القمر سواء كان جزئيا أو كليا لا يختلف باختلاف الآفاق أعني أن اختلاف المناظر باختلاف العروض لا يغيّر قدر المنخسف منه بخلاف الشمس فيمكن أن تنكسف في موضع جزئيا بل كليا ولا تنكسف في عرض آخر أصلا . وذلك لأن جرم القمر في نفسه لمّا كان كمدا مظلما كثيفا قابلًا للاستنارة من غيره صقيلا ينعكس النور عنه إلى ما يحاذيه ، وكان يكتسب نوره من الشمس ويستضئ بضيائها فإذا وقع أي مقدار منه في ظلّ الأرض ينمحي نور مقداره المنخسف واقعا . فالناظر في أيّ عرض يراه يرى ذلك المقدار منطمسا فلا يختلف انخسافه باختلاف العروض .
نعم يمكن أن يرى المقدار المنخسف منه في المواضع المختلفة في الطول مختلفا من حيث اختلاف طلوعه وغروبه فيها تقدما وتأخرا ولكن المقدار المنخسف منه واقعا سواء في الجميع .
وأما الشمس فلما جعلها اللَّه ضياءا وكان إنكسافها من حيلولة القمر بينها وبين الناظر أمكن أن يحول بينهما في عرض دون آخر فمنكسفة في الأول دون الآخر لأن بالحيلولة لا ينطمس ضيائها الذاتي لها .
فإذا تمهد ذلك فنقول : متى علمت أن القمر ينخسف في وقت معين على جهة القطب الظاهر ، تحاسب قبل وقوع الخسوف بعد زمان مبدأ الخسوف عن نصف نهار مكَّة وتسوّى طائفة من الأرض بل الجمد غاية التسوية بحيث - كما قلنا مرارا - : لو صبّت فيها ماء سال من جميع الجوانب بالسوية أو وضع عليها مترجرج كالزيبق أو متدحرج كالبندقة وقف عليها مرتعدا مهتزا ، ولك أن توزن السطح على رخام وغيره ، ثم تنصب على هذا السطح المستوي مقياسا وكان له ظلّ بضوء القمر لا محالة فتخرج من منتصف ظل المقياس عرضا وعلى استقامته طولا خطا وتجعل وسط الخط مركزا وترسم عليه دائرة أعني ترسم دائرة يكون هذا الخط قطرها وتقسم الدائرة من نقطة تقاطعها الخط في جهة القمر

497

نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست