وإنما قادنا الحاجة إلى التعبير بقولنا على مسافة لا أقصر منها لهذا الوجه لأن هناك لا يتصور مسافات عديدة يكون بعضها أقصر من الأخرى بل من أية جهة أخذنا تكون المسافة نصف الدور فالبعد بينهما على مسافة لا أقصر منها . وهذا كما كان كوكب على قطب عظيمة مثلا على قطب منطقة البروج وأردنا تقدير عرضه فعرضه من جميع الجهات ربع الدور أي على مسافة لا أقصر منها لا أنه أقصر مسافة لأن الأقصر يقاس إلى الأطول وليس هناك عرض أكثر من الربع .
مثال : نهدي إليك أربعة أمثلة تبيينا للمراد :
الأول أن بلدنا آمل طوله الشرقي من جرينوش 23 52 ، ومكَّة المكرمة زادها اللَّه شرفا طولها الشرقي منه 50 39 فآمل واقع في جهة شرقها فتبلغ الشمس سمت رأس مكَّة بعد مضيّها عن نصف نهار آمل بمقدار 50 دقيقة و 12 ثانية زمانية فيرصد بلوغ الشمس في إحدى الدرجتين المذكورتين سمت رأس مكَّة بعد مضيّها من نصف نهار آمل بذلك المقدار الزماني فالشمس وقتئذ على سمت رأس مكَّة فيستعلم منها سمت قبلة البلد بما دريت . وهذه صورة العمل :
1 - خذ فضل الطولينَ 33 ْ 12 = َ 50 ْ 39 - َ 23 ْ 52 2 - ثم اضرب 12 درجة في 4 فالحاصل دقائق زمانية 48 = 4 × 12 3 - ثم اضرب 33 دقيقة في 4 فالحاصل ثوان زمانية 132 = 4 × 33 4 - ثم اقسم 132 ثانية زمانية على 60 فيبقى 12 ثانية ( 12 2 ) = 60 ÷ 132 5 - ثم زد الدقيقتين على 48 دقيقة فالحاصل 50 دقيقة و 12 ثانية زمانيتين 50 = 2 + 48 المثال الثاني أن باريس عاصمة فرنسا طوله الشرقيً 14 َ 20 ْ 2 فباريس في جهة غرب مكَّة وتبلغ الشمس سمت رأس مكَّة في ذينك اليومين

448