فيها : إحديهما حين كون الشمس في الدرجة الثامنة من الجوزاء والأخرى في الثالثة والعشرين من السرطان ، وعلى قريب من التحقيق في سنتنا هذه أي سنة 1385 ه ق 35 6 من الجوزاء ، و 34 23 من السرطان كما سيأتي البحث عن ذلك وتحقيقه عن قريب ان شاء اللَّه تعالى .
وذلك لأن ميل الشمس عن معدل النهار في هاتين الدرجتين كان بقدر عرض مكة ، وكل موضع شماليا كان أو جنوبيا كان عرضه أقل من الميل الكلَّي تمرّ الشمس على سمت رؤس أهلها في الدورة مرتين ، وينعدم ظلّ المقياس المنصوب على سطح الآفاق التي عرضها على مقدار ميل الشمس وتمرّ الشمس بسمت رأسها .
وأما فيما بين تينك الدرجتين من الجوزاء والسرطان فالشمس في القوس الصغرى من منطقة البروج التي تكون 50 درجة تقريبا شمالية عن رؤس أهل مكة حين بلوغها إلى دائرة نصف نهارها وتقع أظلال المقاييس والأشخاص في أنصاف نهر مكة جنوبية عن ذي الظل لأن ميل الشمس الشمالي أكثر من عرض مكة . وفي القوس الكبرى جنوبية عنها والأظلال في أنصاف نهرها شمالية عنها مطلقا ، وإن كان ميل الشمس نفسها من الحمل إلى الميزان شماليا .
فيؤخذ تفاوت ما بين البلد ومكَّة من الطول وهو قوس من دائرة معدل النهار ما بين نصف نهار مكَّة ونصف نهار البلد وإن شئت قلت قوس من دائرة الاستواء ما بين دائرتي نصف نهارهما . ثم يرصد وصول الشمس إلى هاتين الدرجتين ويؤخذ لكل 15 درجة من تفاوت ما بين الطولين ساعة زمانية ، ولكل درجة أربع دقائق لأن المحيط 360 درجة وهو مقدار اليوم بليلته أعني 24 ساعة زمانية مستوية وإذا قسمت 360 درجة على 24 كانت حصة ساعة واحدة زمانية مستوية 15 درجة فلكية من معدل النهار . وأنّ كل ساعة زمانية 60 دقيقة ونسبة 15 إلى 60 كنسبة الواحد إلى الأربعة فدرجة واحدة فلكية أربع دقائق زمانية ، وبهذا السبب دقيقة واحدة فلكية أربع ثواني زمانية ، وثانيه واحدة فلكية أربع ثوالث

446