13 من دائرة المعارف البريطانيّة . فبما ذكر من أن هذا النجم لا يكون في هذه الأعصار على القطب علم أنه يدور حول القطب الحقيقي دورة كاملة في يوم بليلته فإذا كان البلد ذا عرض أكثر من بعده إلى القطب كان مداره من المدارات الأبدية الظهور فلا محالة يبلغ دائرة نصف النهار فوق الأفق في كلّ دورة مرتين إحديهما في غاية ارتفاعه والأخرى في غاية انخفاضه ولذا ترى الفقهاء إذا أرادوا تعيين سمت القبلة به يقيّدونه بكونه في غاية ارتفاعه أو انخفاضه .
نعم ان هذا النجم قد ينطبق بحركته الخاصة على القطب الشمالي من معدل النهار لأن الثوابت تتحرك بحركتها الخاصة على التوالي على قطبي البروج كما برهن في الفصلين الثاني والثالث من المقالة السابعة من المجسطي فلا مدار له أصلا حينئذ . قال المحقق الطوسي قدس سره في أواخر الفصل الرابع من الباب الأول من التذكرة في الهيئة : والجدي سينتهي إلى القطب الشمالي . وقال الفاضل البرجندي في الشرح : إنما ينتهى إليه لأن عرضه الشمالي ست وستون جزءا بلا كسر وهو مساو لتمام الميل الأعظم تقريبا فإذا وصل إلى رأس السرطان الذي بعده عن قطب المعدل بمقدار تمام الميل الأعظم قرب من القطب جدّا وذلك بعد ستمائة وعشرين سنة شمسية من زماننا هذا وهو سنة ألف وثمانمائة رومية وذلك لأن بطلميوس ذكر في المجسطي أن موضعه في أول سنة ست وثمانين وثمانمائة من تاريخ بخت نصر هو الدقيقة العاشرة من أول الجوزاء وأول هذه السنة قريب من أول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة روميّة وما بين التأريخين الف وثلاثمائة وتسع وأربعون سنة وحركة الثوابت في هذه المدة ك كو على أنها تتحرك في ست وستين سنة درجة على ما هو المعمول عليه عند أهل العمل فإذا أردناه على ما هو الموضوع في المجسطي حصل ب ك لو وهو موضع الجدي في تاريخنا فبعده من أول السرطان يكون ط كد وهذا القدر إنما يقطعه فيما ذكرناه من المدة المذكورة أولا وهو المطلوب . انتهى .

440