وعلى أهل العراق ومن يصلَّى إلى قبلتهم من أهل الشرق التياسر قليلا ، ثم نقل رواية المفضل [1] . ولعلّ النراقي ( ره ) أسند في المستند القول بالوجوب إلى ابن حمزة ، والشيخين أبي الفتوح وأبي الفضل شاذان بن جبرئيل من هذه الظواهر ونحوها .
أمّا الرواية فهي أنّ المفضل بن عمر سئل أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة وعن السبب فيه ؟ فقال : إنّ الحجر الأسود لمّا أنزل من الجنّة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال كلَّه اثنا عشر ميلا فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن القبلة لقلَّة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف الإنسان ذات اليسار لم يكن خارجا من حدّ الكعبة .
وقد وردت روايتان أخريان في الباب : الأولى مرفوعة على بن محمّد قال :
قيل لأبي عبد اللَّه عليه السّلام لما صار الرجل ينحرف في الصلاة إلى اليسار ؟ فقال لأنّ للكعبة ستّة حدود أربعة منها على يسارك ، واثنان على يمينك فمن أجل ذلك وقع التحريف على اليسار .
والثانية رواية الفقه الرضوي إذا أردت توجه القبلة فتياسر مثل ما تيامن فإنّ الحرم عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال .
والمراد بيمين الكعبة ويسارها في هذه الرواية إنما هو يمين مستقبلها ويساره كما دلَّت عليه المرفوعة حيث قال أربعة منها على يسارك واثنان على يمينك .
ثمّ المراد بيسار المستقبل ويمينه إنّما يتمّ إذا كان في جهة الشمال من مكَّة فإذا كان في جهة جنوبها فالحدود الستّة أربعة منها على يمينه واثنان على يساره ،

[1] قد نقل المجلسي في باب القبلة من صلاة البحار رسالة إزاحة العلة بحذافيرها ( ص 153 - 158 من الطبع الكمباني ) منه .

412